فريد شوقي عن أول عرض مسرحي أمام الملك فاروق: «كنا في عالم آخر»
لعب وحش الشاشة فريد شوقي العديد من الأدوار على خشبة المسرح خلال مشواره الفني، إلا أنه اعتبر أن الأدوار الأصعب على خشبة المسرح هى التي أداها أمام الملك فاروق، وذلك خلال دراستها بالمعهد العالى للتمثيل، وكشف أن تلك الأدوار لم تكن صعبة في تمثيلها ولكن للجمهور الذي تقدم أمامه فلم يكن العرض على خشبة المسرح المعتادة، وإنما كان في القصر الملكي وكان الجمهور مكون من الملك فاروق وحاشيته فقط.
روى فريد شوقي خلال مذكراته التي نشرتها الناقدة الفنية إيريس نظمي بعنوان "ملك الترسو فريد شوقي" والصادرة عن دار نشر ريشة للنشر والتوزيع ، ما حدث خلال ذلك العرض وشعوره خلال الحفل الذي أقيم بالقصر الملكي أنه في مكان آخر خارج مصر التي يعرفها ويعيش فيها وقال: "كان المعهد يواجه أزمة تمويل نتيجة لخضوعه تحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية، وقرر عميد المعهد الفنان الكبير زكي طليمات دعوة الملك لعرض مسرحية بمناسبة عيد ميلاده، بهدف أن يساعد الملك المعهد بما يضمن استمراره، ولعبت دور بطولة مسرحيتين من فصل واحد، واحدة من تأليف بيرم التونسي، والأخرى من تأليف عزيز أباظة".
أكمل فريد شوقي تفاصيل ما حدث في العرض وقال: "جاء يوم العرض في 1 فبراير ونظرت من خلف الستار فوجدت الملك فاروق يجلس بالقرب من المسرح، وقدميه ممدة على مقدمة خشبة المسرح، فقد كان خشبة المسرح غير مرتفعة بعكس المعمول به في كافة المسارح، فالمسرح مقام في القصر وكذلك فهو عرض خاص ممنوع حضوره سوى للحاشية الملكية، وبعكس المعتاد ايضًا عند ظهور الممثلين على خشبة المسرح لم نسمع اي تصفيق، وكنت أول الداخلين إلى خشبة المسرح وحينما صعدت فاتن حمامة ارتبكت لدقيقتين قبل أن تؤدي دورها، وعقب انتهاء العرض ولشدة نجاحه احتضنني زكي طليمات في الكواليس، ولم أنصرف عقب انتهاء العرض وإنما طلب مني سكرتير البرنسيسة شويكار عمة الملك الانتظار لمصافحتها وحضور حفل عيد ميلاد الملك".
وروى فريد شوقي انبهاره بما حدث في الحفل وقال: "وجدت عالم آخر غير الذي نعرفه، المأكولات من جميع الأنواع وكذلك المشروبات، إضافة إلى ملابس الأميرات وسيدات المجتمع الجميلات، لقد سمعت كثيرًا عن الحفلات الملكية لكن عقلي كان عاجزًا أمام كل هذا البذخ، وقلت في نفسي أننا كمصريين غلابة فعلاً، وبعد منتصف الليل غادرت الحفل وعدت للعالم الآخر الذي لا صلته بهذا العالم وفي الفجر كنت أسير في الشوارع أنظر لمنازل الفقراء الذي لا يعلم سكانها الفقراء ما يحدث في القصور".