«ياسمين» ترعي أطفال رحل والدهم حزنًا علي حرق أحدهم
توفي زوجي بسكتة قلبية حزنًا علي حرق إبني داخل مكمورة فحم بالقرية، منذ ثلاث سنوات، وأصبحت بلا أي مصدر رزق سوى معاش 450 جنيه وآخر بنفس القيمة لإبني الذي حُرق بمكمورة الفحم بالقرية، وسكني فقط قيمته الشهرية 600 جنيه، وأناشد الجميع الوقوف بجانبي وجوار أبنائي الأيتام، بهذه الكلمات بدأت ياسمين أم عبد الوهاب، حديثها الخاص لـ"الدستور"، والذي أكدت خلاله أنها تعيش حياة صعبة لا يستطيع أحد تحملها.
ياسمين أرملة عمرها 35 عام، تعيش بقرية كفر الجنيدي مركز زفتي، بمحافظة الغربية، توفي زوجها منذ ثلاث سنوات، وتعول طفلين الأكبر عبدالوهاب طارق السيد على، 8 سنوات ومصاب بحروق عميقة بالقدمين وخضع لعدة عمليات كبري طبقًا لتقارير الاطباء، من فرد أصابع وترقيع جلد وتثبيت وفك إلتصاقات وجلسات بالليزر إلي جانب إصابته بالتبول اللا إرادي منذ الحادث، والطفل الثاني ياسين طارق السيد علي، 6 سنوات، ويعاني من صعوبة في الكلام ويحتاج لجلسات تخاطب.
بدات معاناة ياسمين وأسرتها عندما سقط الإبن الأكبر عبد الوهاب في مكمورة فحم بالقرية، وعندما أخرجوه منها وجدوه وقد إختفت كامل معالم القدمين إلا من بعض العظام، ليخضع بعدها لعملية ترقيع للجلد والعظام، في مستشفي المبرة للتأمين الصحي بالمحلة، ويرفض الجسم هذة العملية ويتساقط الجلد، ليحزن والده علي منظره ويظل يبكي طوال ليلة كاملة ويتوفي صباح اليوم التالي بسكتة قلبة عن عمر يناهز الـ36 عامُا، لتكمل ياسمين الرواية والقصة الحزينة، فيتعاون أهل الخير ويجرون عملية للطفل باحد المستشفيات الخاصة بالسنطة تتكلف مايقرب من 16 ألف جنيه، ثم عملية أخري بمستشفي زفتي العام، ومنذ شهرين العملية الأخيرة بمستشفي الحروق (أهل مصر) بالمعادي، ويتحمل أهل الخير تكلفة الذهاب إلي القاهرة والعودة، كما أكدت الأم فهي لا تملك إلا معاش عن زوجها يبلغ 450 جنيهًا وآخر عن إبنها بنفس القيمة، فإجمالي الدخل بالكاد يصل لـ900 جنيهًا في حين أن سكنها بالإيجار قيمته الشهرية 600 جنيه ويوزع باقي المبلغ وهم 300 جنيهًا علي المأكل والملبس ومصاريف العلاج والمدارس.
وتكمل الأرملة الشابة روايتها الحزينة لـ"الدستور" قائلة طفلي الأكبر أصبح مريض بالتبول اللاإرادى إلي جانب ما تركه الحريق من آثار والأصغر يحتاج إلى رعاية خاصة ويحتاج إلى جلسات تخاطب لصعوبة الكلام وانا اعانى من حالة نفسية سيئة جًدا حيث اننى لا اقدر على تحمل الظروف السيئة التي نمر بها انا واولادى، وسئمت نظرات الشفقة من المحطين ولا أحب أن يساعدني أحد كي لا أكون ثقيلة ولولا ضيق ذات اليد لما وافقت أبدًا علي الحصول علي مساعدة من أحد ولكن ما ذنب الأطفال فالأكل نستطيع تدبيره حتي لو أكلنا خبز فقط أما العلاج والملابس والمدارس وقبلهم تكاليف العمليات الجراحية ووسائل المواصلات من وإلي المستشفيات فهي أشياء يصُعب علي من هم في حالتي الإجتماعية والمادية تحقيقها.
وتكمل ياسمين جديثها لـ"الدستور"، موجهة رجائها لكبار المسؤولين في الدولة وعلي رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزاراء ووزير التضامن ومحافظ الغربية بمساعدتها بتوفير سكن مؤكدة أن كل ما تريده أربع جدران يسترونها هي وأولادها ليس إلا مضيفة أن الإيجار قيمته كبيرة ولا تستطيع الإيفاء به ولا سداده في موعده، مؤكدة أنها مستعدة للعمل في أي مجال لكسب المال الحلال لرعاية أبنائها ولكنها لا تسطتيع ترك أبنها المحروق في هذة الأوقات فهي تحمله في كل تحركاته حتي إلي دورة المياه ولا يوجد أحد لها وله إلا الله.