زيارة جديدة إلى بلاد الآلهة.. 3 كتب ترصد تفاصيل حياة شعوب المليار نسمة
اقتطعت 3 كتب "أهلا بكين" لمحمود الشنواني، و"سنواتي في الصين" لـ أحمد السعيد، و"مرح الآلهة 40 يوما في الهند" لمهدي مبارك، رحلات إلى آسيا حالة الندرة إلى حد الغياب التى تعانيها الكتابات في أدب الرحلة، وتطرقت الكتب الثلاثة إلى الطقوس والأعراف المتداولة في هذه البلدان، بالرصد والإشارة إلى كل ما فيها من عجائب وغرائب، وما يميز تلك الشعوب ذلك التنوع المعروف عنها من اعتناق شعوبها لديانات مختلفة إلى جانب الكثافة السكانية التى تجاوزت المليار نسمة في تلك البلدين “الصين”، و"الهند" وقد يبدو غريبا أو مصادفة أن تكون تلك الكتب في منطقة حضارية واحدة، لكنها مشغول بالتعدد الثقافي والديني واللغوي.
أهلا بكين
ففى كتاب محمود الشنواني "أهلا بكين " يرصد فيها هذه المدينة البعيدة، التى تبدو لنا غريبة وأهلها غرباء المظهر والطباع والأفكار، يكشف حالة الغموض لهذا الشعب الذي تعداد فوق المليار نسمة.
يذهب الشنواني عبر كتابة لتفسير وكشف تلك الحالة الروحية خلال فترة زيارتها لبكين، إلى جانب ذلك لم يفوته أن يشير إلى صحبته إلى المتخيلة لزعيم الصين "ماو تسى تونج"، زعيم الحزب الشيوعي الصيني، لصعود السور العظيم، وزيارة معابد وقصور حكام الصين وفنانوها، متطرقًا إلى أزقتها القديمة ومطاعمها وحدائقها، وغيرها من الاستكشافات الرائعة.
سنواتي في الصين
ويأتى كتاب سنواتي في الصين جزءًا من السيرة الذاتية للكاتب والناشر أحمد السعيد.. ليروى قصة وجوده في الصين والى المكانة التى وصل إليها بعد 10 سنوات من تخرجه من جامعة الأزهر وحتى وصفه نائب الرئيس الصينى «لى يوان تشاو»، في كلمته في افتتاح الدورة الأولى لمهرجان الشباب الآسيوي الإفريقي عام 2016، بأنه يبذل مجهودًا فائقًا في دعم التبادل الثقافى الصينى العربى، وأصبح معروفًا في الصين بلقب «ماركو بولو العالم ".
يشير السعيد عبر مقدمته إلى أن "الصين ليست مجرد دولة أو بلد عادي يتصور كل من يسمع اسمه أو يراه نفس التصور عنه، فهناك صين الصينيين التي يرونها بأعينهم، وهناك صين الأجنبي الذي عاش في الصين، التي يراها حسب ما تيسر له من معايشة في الصين، وهناك صين الأجنبي الذي لم يزر الصين ولكنه سمع عنها، وهو هنا ينقسم لقسمين، إما سمع عنها من طرف منصف يصف حقيقتها، أو سمع عنها من طرف له مآرب وأهداف مبطنة؛ فهو يشوهها ويحصرها في أشياء سيئة، لذلك أشعر أن علىّ واجبا والتزاما بأن أكتب عن الصين الحقيقية الجميلة كما رأيتها، الساحرة كما عشتها.. فمن حسن حظي أني عشت الصين ولم أعش فقط في الصين.
ويختم "على مستوى الدراسة تخصصت في علم الأعراق البشرية الصيني وتعمقت داخل المنظومة التعليمية الصينية خلال سنوات طويلة؛ لذلك أعتقد أني أرى الصين بشكل مختلف عما يراه مجرد أجنبي عاش في الصين أو قدم للعمل أو للدراسة أو عاش فيها بسبب الزواج.
مرح الآلهة 40 يوما فى الهند
يأتى كتاب الكاتب الصحفي الشاب مهدى مبارك "مرح الألهة 40 يوما في الهند " كواحد من أبرز الكتب في أدب الرحلة والتى تناولت حياة الهنود بمختلف طوائفه، وذلك عبر رحلة دامت 40 يوما في الهند كشف فيها الأوهام والأساطير المأخوذة عن الهنود والذي يبلغ تعدادهم ما يقرب من مليار وثلاثمائة مليون نسمة.
وعبر مقدمته للكتاب، أشار مبارك إلى أن "لا أثر للحب فى شوارع دلهي، الأحضان نادرة، والنظرات باردة، والقُبلات ممنوعة. الأيام غير العادية فى حياة الهنود قليلة، ستجدها سيناريوهات معادة ومكررة لأيام وأوهام فى كتب الأساطير والآلهة ؛ ففى الطرق الصحراوية والزراعية بين أى مدينة وأخرى، تسعى جماعات ترتدى ثيابًا ملونة تتفاوت بين الأحمر والأصفر والزعفرانى والبرتقالى الباهت حاملة تابوتًا زجاجيًا بداخله تمثال يرمز إلى الإله على عربة نصف نقل، وصندوق نذور تتساقط منه الزهور والحبوب والحُلى الذهب.
ويلفت مبارك إلى أن الكاهن أو أحد أتباعه دس أول قطعة سرًا لتشجيع الآخرين على التقرب للآلهة بالذهب بدلًا من الهدايا الرخيصة.. تنتهى رحلة الإله بعد تلاوة أوراد وصلوات وأداء رقصات على موسيقى دينية عنيفة تبرزها ضربات الطبول تنتهى بهم إلى حافة الجنون.