بمجموع صغير بالثانوية العامة.. نماذج تحقق نجاحات كبيرة فى الحياة العملية
"مجموع الثانوية العامة"، هو أمر يسبب هاجس لدى أغلب المصريين، ففي كل عام تشهد المنازل إما فرحة لمجموع كبير أو حزنًا لمجموع قليل، حيث اعتاد الكثيرين على أن مقياس النجاح والاجتهاد يأتي من خلال النسبة، إلا أن البعض نحجوا في الحياة العملية بمجموع الـ50%، وأصبحوا ذات قامة كبيرة.
في هذا السياق، قالت نادية أحمد، إنها حصلت على مجموع 78.5%، وانتهى حلمها بدخول كلية الإعلام، واضطرت للدراسة بكلية التجارة، ولكن ذلك لم يمنعها من تحقيق حلمها في كونها تصبح مذيعة راديو؛ بسبب حبها لذلك المجال.
وأضافت أنها تعلمت الدوبلاج والفويس أوفر، وكل ذلك بمجهودها الشخصي، وظلت تقدم التشجيع لغيرها بالرغم من عدم رضاها في باديء الأمر، وقدمت نصيحة قائلة: "المجموع مش كل حاجة نزعل عليها، ملهاش أي لازمة، نصيبي جه كدا، أنا تعبت وعملت اللي عليا وربنا بعتلي ده، هقول الحمدلله وأنا راضية فعلًا من جوايا مش مجرد كلام".
وشارك عبدالله رمضان، قصته مع الثانوية العامة منذ 25 عامًا، بعد عدم حصوله على مجموع يساعده في الدخول لكليات القمة، وقام بالدراسة بكلية الزراعة، قسم الوراثة، وكان الأول على دفعته وحصل على مرتية شرف عندما تخرج.
و كان مشروع التخرج الخاص به أول بحث في مصر في مجال الـBioinforatics، وقام بالدراسة بمعهد تكنولوحيا المعلومات (ITI)، ودرس دبلومة في Software Systems Development، ثم تعين بعدها معيد في الكلية، و بعد 5 أعوام سافر إلى اليابان، والتحق بجامعة Keio، أعرق جامعات اليابان.
وحصل «رمضان» على العديد من الشهادات، وقام بعمل دكتوراة في مجال أطلق عليها مسمى onco-proteogenomics، وهو إطار جديد لدراسة خلايا السرطان عن طريق دراسة البروتينات مع الجينات في اإطار مشترك، وعمل بالعديد من المجالات بدول مختلفة بالرغم من عدم حصوله على مجموع كبير بالثانوية العامة.
وأكد «رمضان»، أنه نشر أكثر من 50 كتابًا و بحثًا، و شارك في أكبر مشاريع من نوعها في العالم، وخاصة مشاريع جينوم السرطان التي يركز عليها في أخر 10 أعوام، لافتًا إلى أن المجموع والكلية مجرد مراحل لكن المجتمع مبالغ جدًا في تقديره لهم ولأسماءهم و ألقابهم، وعلق: «متخليش قيم المجتمع
دي تحددلك أنت مين و تقدر تعمل إيه، الحياة أوسع بكتير من نتيجة سنة واحدة».
وقالت آلاء عطا، صاحبة الـ19 عامًا، إنها حصلت على مجموع 80%، بالرغم من توقع الجميع لها بدخلوها كلية الطب، وعلقت: "أنا من الناس اللي قالوا عنها دى هاتدخل طب وهيه حاطة رجل على رجل، و فور ظهور النتيجه صدمت أنا والجميع بالمجموع».
وأشارت آلاء عطا إلى أنها استطاعت أن تتخطى الأمر في وقت قصير، وقررت أن تسعى خلف طموحاتها، فعملت بزنس خاص بها، ونمت مهاراتها بالعديد من الطرق، وعملت بمجال التنمية البشرية، حيث أنها بدأت بكتابة محتوى على جروب Free courses and books أكبر مجتمع تعليمي إيجابي بالسوشيال ميديا، ثم اتقنت مجال التدريب، وأصبحت في فترة قصيرة فى أعلى مرتبة بمجال التنمية البشرية بأكثر من مكان، ودربت أكثر من 3000 شخص فى المجال وأهلتهم لسوق العمل.