صناعة المستقبل.. كيف تعمل «حياة كريمة» على تأهيل المدارس ومحو الأمية؟
لم يكن التعليم غائبًا عن مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بل كان تطوير المدارس القائمة وتوسعة الفصول وبناء مدارس جديدة بالمناطق المحرومة على رأس أولويات المبادرة الهادفة إلى الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، وضمان تحقيق التنمية المستدامة فى كل المحافظات، عبر الارتقاء بالحاضر وبناء المستقبل.
وإلى جانب البنية التحتية فى قطاع التعليم، اهتمت «حياة كريمة» بملف محو الأمية وتعليم الكبار فى القرى والكفور والنجوع، ودشنت فصولًا خاصة لاستقبال تلك الفئات، وخصصت فرقًا من المتطوعين للتدريس فى تلك الفصول، بهدف مساعدة المواطنين على التغلب على معوقات الجهل والأمية، وهو ما نستعرضه فى السطور التالية.
على إسماعيل: رفع كفاءة البنية التحتية بشكل كامل.. وإدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة
قال على إسماعيل، المعلم بإحدى مدارس التعليم الأساسى بمركز العدوة فى محافظة المنيا، إن المدرسة التى يعمل بها شهدت تطويرًا حقيقيًا فى ظل المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، حتى إن المبادرة اهتمت بتطوير محيط المدرسة والطريق المؤدى إليها، مع رفع القمامة والمخلفات من المحيط، حفاظًا على صحة وسلامة الطلاب. وأضاف: «بعد المبادرة اختلفت أحوال التعليم فى المنيا، سواء كان التعليم الأساسى أو الثانوى، فقد اهتم القائمون عليها بتطوير كل المدارس، خاصة فى المناطق النائية والمحرومة، وطال التطوير المدارس من الألف إلى الياء، وزودتها المبادرة بكل ما تحتاج إليه من فصول ومعامل، وأدخلت إليها الوسائل التكنولوجية الحديثة، مع رفع كفاءة البنية التحتية بالكامل، وتجديد كل شىء حتى مقاعد الطلاب ودورات المياه».
وتابع: «الأمور أصبحت أفضل كثيرًا، والمدارس شهدت عملية تجميل واسعة، وأصبحت البيئة المدرسية صحية تليق بالطلاب، وتوافرت وسائل الراحة للمعلمين والتلاميذ، بعد سنوات من الإهمال وتردى الأحوال».
نجلاء إبراهيم: إزالة المخلفات من «الفناء».. وزراعة نباتات للتجميل
شددت نجلاء إبراهيم، مشرفة فصول بإحدى مدارس الدقهلية، على أن دور مبادرة حياة كريمة فى تطوير المدارس فاعل وغير مسبوق فى تاريخ المبادرات التنموية، مشيرة إلى أن المبادرة أحدثت تغييرًا كبيرًا فى مراكز وقرى المحافظة بجميع القطاعات الصحية والبيئية، وليس التعليمية فقط.
وأضافت أن مدرستها كانت تعانى من مشكلات عدة، أهمها نقص الخدمات، إلى أن جاءت «حياة كريمة» وأعادت الحياة إليها، موضحة أن طلاب المدرسة كانوا يعانون من سوء حالة الفناء ومن ثم لم يتمكنوا من ممارسة الأنشطة الرياضية فيه بشكل آمن، لكن العاملين على المبادرة أزالوا أكوام الأتربة والمخلفات التى تراكمت على مر سنوات، وزرعوا الورود والنباتات التى أضفت على المدرسة شكلًا جماليًا، ليتحول الفناء إلى مكان آمن لممارسة الألعاب الرياضية.
وأعربت عن أملها فى زيادة المبادرات المجتمعية الهادفة، والتى لها دور ملموس فى تغيير واقع المواطنين والأهالى فى القرى والنجوع، مثلما تفعل مبادرة «حياة كريمة».
إيمان شكرى: إحدى طالباتى المنتصرات على «الأمية» أصبحت مُعلمة
أكدت إيمان شكرى، معلمة محو أمية، أن مبادرة «حياة كريمة» حققت نجاحات كبيرة فى ملف التعليم، خاصة ملف محو الأمية، مشيرة إلى أنها شعرت بسعادة كبيرة حينما رأت تلاميذها يصبحون معلمين. وقالت «إيمان»، ٥٠ عامًا، إنها قررت التطوع لتعليم الناس فى فصول محو الأمية بجهود إحدى الجمعيات الأهلية وإشراف وزارة التضامن الاجتماعى، دون مقابل، مضيفة: «ربنا بيدى ثواب كبير للى يعلِّم حد». وواصلت: «بدأت العمل التطوعى بعد أن تجاوزت سنى ٥٠ عامًا، وكنت أتمنى أن أبدأ قبل ذلك لكننى صادفت بعض المعوقات»، مشيرة إلى أن هذا العمل يجعلها تشعر بأنها تساعد فى بناء الوطن.
ولفتت إلى أنها علّمت إحدى السيدات، ورأتها بعد ذلك تذاكر وتجتهد وتواصل التعلم وأصبحت فى النهاية معلمة.
وأشادت بالمبادرات التى تطلقها الدولة لدعم ملف التعليم، مشددة على أن مبادرة «حياة كريمة» ارتقت بمستوى معيشة المصريين ووفرت لهم الخدمات.
واختتمت: «أتمنى التوسع فى إنشاء فصول محو الأمية.. الكبار يحبون التعلم وحينما ينجحون فى القراءة والكتابة يشعرون بأنهم يعيشون حياة جديدة».
«صناع الخير»: ننسق مع مختلف الوزارات والجهات المعنية
كشف الدكتور خالد عبدالفتاح، مستشار وزيرة التضامن لمبادرة «حياة كريمة»، عن أن المرحلة الجديدة من المبادرة تشمل جميع المجالات التى تهم حياة المواطنين، إذ تستهدف الدولة من خلالها تطوير مناطق وقرى الريف، فضلًا عن تهيئة مجتمع ريفى متطور ومستوى معيشى يتناسب مع المشروعات التنموية العملاقة.
وأضاف أن وزارة التضامن الاجتماعى تعمل بالتنسيق مع مختلف الوزارات والجهات المعنية المشاركة فى المبادرة لتطوير مختلف القطاعات كل حسب تخصصه، بحيث ينبثق من «حياة كريمة» أكثر من لجنة تتابع التطورات الخاصة بمشروعات مجال تخصصها بهدف تحقيق التعاون المثمر.
وذكر أن اللجنة المسئولة عن تطوير قطاع التعليم ومشروعاته تتولى متابعة كل ما يخص هذا الملف، مثل التوسع فى إنشاء مدارس جديدة فى القرى الأكثر احتياجًا أو النجوع التى تفتقر لوجود الخدمات التعليمية، إضافة إلى إنشاء فصول محو الأمية وتعليم الكبار.
مستشار وزيرة التضامن: بناء فصول مدرسية جديدة لاستيعاب طلاب أكثر
قال هانى عبدالفتاح، المدير التنفيذى لمؤسسة صناع الخير، إن المؤسسة تولى اهتمامًا كبيرًا بقطاع التعليم بالتنسيق مع «حياة كريمة»، عن طريق عدة سبل منها التوسع فى بناء فصول مدرسية جديدة لاستيعاب طلاب أكثر، خاصة فى القرى والنجوع التى يقل فيها عدد الفصول والمدارس. وأضاف أن المؤسسة والمبادرة تعملان على زيادة عدد فصول محو الأمية لتعليم الكبار، وهى أحد المشروعات الضخمة التى تهدف بشكل عام إلى تعليم وتشكيل الوعى السليم لشريحة كبيرة من المواطنين ممن تجاوزوا سن الدراسة، مشيرًا إلى أن فصول تعليم الكبار تنتشر بشكل أكبر فى القرى والريف، حيث توجد حالات أكثر ترغب فى محو أميتها مقارنة بالمدن، وهو مشروع لاقى نجاحًا كبيرًا واستقبله الأهالى من المستفيدين بخدمات هذه الفصول من السيدات والرجال بشكل جيد. وذكر أن فصول محو الأمية مهمة فى عملية بناء الوعى واطلاع المواطن على القضايا الرئيسية للوطن، وتسهم بدور فعال فى التوعية بمخاطر الزيادة السكانية العشوائية، لافتًا إلى تعاون «صناع الخير» و«حياة كريمة» فى تنظيم ورش لتعليم الحرف اليدوية إلى جانب رفع كفاءة فصول المدارس وتعليم الكبار، وتوفير فرص عمل.