في ذكراه.. لهذا السبب فضل محمود تيمور كتابة القصة القصيرة
48 عاما مرت على وفاة الكاتب القصصي محمود تيمور، الذي رحل عن عالمنا في 25 أغسطس عام 1973، بمدينة لوزان بسويسرا، تاركا إرثا كبيرا من الأعمال الأدبية، وحظي على مدار سنوات على تقدير وحفاوة النقاد، فضلا عن إقبال الدارسين في مصر والعالم على أدبه لما يحمله من قيمة.
وفي حوار له بمجلة "الفكر" بعددها رقم 9 الصادر بتاريخ 1 يونيو لعام 1962، كشف “تيمور” عن تفضيله للقصة القصيرة عن الطويلة، قائلا: القصة القصيرة من الناحية التشكيلية منالها أيسر، يتهافت عليها كل وارد، ويسر القصة القصيرة لا يقف عند حد كتابتها، بل أنها ميسورة أيضا للنشر، ميسورة للقراءة، فأنت إذا أردت الدخول في ميدان القصة من أقرب أبوابها كتبت القصة القصيرة، وإذا كتبتها تسنى لك نشرها في صحيفة أو مجلة، والقارئ يقبل على قراءتها لأنها لا تستنفد منه كبير وقتا.
وتساءل: هل كان هذا حقا هو السبب الذي جعلني أفضل القصة القصيرة على الطويلة؟، مستطردا: أحب أن أرجع إلى قصة كتابتي للقصة من أولها، فقد كنت قارئ قصة قبل أن أكون كاتبا قصصيا، وأكثر ما قرأت في مطلع حياتي الأدبية كان من القصص القصيرة، قرأت لـ"موباسان"، و"تشيخوف" واضربهما، فلم يكن بدعا أن أحاول إجراء القلم بقصة قصيرة تنحو هذه المناحي التي فتنتني قارئا، وفوق ذلك وجدت في نطاق القصة القصيرة وسيلة لإظهار مدى قدرتي المحدودة على التقاط المشاهد ورسم الشخصيات ومعالجة الموضوعات.
وتابع: فلما امتد بي الوقت، وتوافرت لى التجربة، وتعقدت أمامي مشكلات الحياة، وتشابكت صورها ، كان من الطبيعي أن أعالج القصة الطويلة، وقد كتبتها فعلا، اطمأننت إلى أن وفقت في كتابتها توفيقا أحمد الله عليه، لكن موقفي من القصة القصيرة كما كان قال الشاعر: أتاني هَواها قبل أنْ أعرف الهوى فصادف قَلبا خاليا فتمكنا.
وأظنني ما زلت على هواى للقصة القصيرة، مصداقا لقول شاعر آخر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول.