عيدنا واحد.. أسرة مسيحية توزع نذور العذراء على المسلمين والأقباط بالإسكندرية (فيديو)
بجوار تمثال السيدة العذراء، وشموعها المضاءة، تجمعت أسرة مسيحية عشية عيد السيدة البتول، في بهجة وسعادة لتجهيز نذور العيد من المخبوزات والشموع وصور «أم النور» استعدادًا لتوزيعها على الجيران والأصدقاء وشعب الكنيسة، الأمر الذي اعتادت عليه بعض العائلات القبطية كل عام، ولكن لم تقتصر تلك الفرحة على الأسرة المسيحية فقط بل شملت العديد من المسلمين الذين، الذين تشاركوا فرحة عيد العذراء مريم مع جيرانهم من الأقباط.
قبل ساعات من قداس ختام صوم العذراء، وقفت رانيا يساعدها أبنائها «أندرو وفيبرونيا» لصنع وخبز «قرص العدرا» والتي اعتادت على صنعها وتوزيعها كل عام، لتنضم إليها صديقتها وأحد جيرانها مريم وابنتها مهرائيل، وجيرانها المسلمات سحر، ونادية وأم زياد، فالجميع يتشارك في بركة العدرا.
«العدرا بتحبنا وبتجمعنا مسلمين ومسيحيين» هكذا بدأت رانيا إبراهيم، من الإسكندرية حديثها لـ«الدستور»، متابعة أن الاحتفال بعيد السيدة العذراء، ننتظره من العام للعام، لأن صوم «العدرا» من أفضل الصيام، وأحبه إلى قلوبنا، حيث يكون 15 يوما من الفرحة وذلك لحبنا جميعًا للسيدة مريم العذراء، مسيحيين ومسلمين.
وأضافت لـ« الدستور» أن من العادات السنوية خلال الاحتفال بعيد العذراء أن يتشارك معنا في الاحتفال اخواتنا المسلمين، من الجيران والاصدقاء، قائلة: «جيراني المسلمين يشاركوني عمل القرص اللى بوزعها على الجيران وفي الكنيسة»، موضحة أن مخبوزات «القرص» شيء أساسي في عيد السيدة العذراء، واعتدنا على توزيعها على المسلمين والأقباط سويًا، لافتة إلى أن الجيران المسلمين يتسابقون في مشاركتنا في عملها وذلك كل عام.
وقالت إنهم اعتادوا في كل الأعياد والمناسبات أن يتشاركوا مع بعضهم البعض، سواء في شهر رمضان أو عيد الأضحي، أو الكريسماس، وتوزيع حلاوة المولد في رأس السنة الهجرية، أو توزيع القرص والشموع في عيد السيدة العذراء، قائلة: «لازم اي حاجة بتجمعنا، ومفيش فرق بين مسلم ومسيحي كلنا واحد، وهو ما تربينا عليه، التمسك بعاداتنا القديمة أننا واحد وعيدنا واحد، وهو مايتم بالفعل مع جيراني وأصدقائي وبنربي عليه ولادنا».
وأوضحت أنه مع بداية اليوم بدأت تجهيز القرص مع جيرانها من المسلمين والمسيحيين، ثم بدأت مرحلة التغليف، وشاركها الأبناء الصغار، في جو من السعادة والفرحة، فضلًا عن إضافة شمع وبسكويت وصورة السيدة العذراء، وتوزع على جيرانا واصدقائنا المسلمين، ثم نتجه إلى الكنيسة للتوزيع بها.
وقالت مريم صبحي، أحد الجيران والمشاركات في توزيع نذور العذراء، إن كل عام يتشارك الجيران في العقار في خبز قرص عيد العذراء، حيث يتجمعون في منزل «رانيا»، ليتشاركوا في جميع المراحل بداية من عمل القرص حتى تغليفها وتوزيعها على الجيران في العمارة والشارع، ثم على شعب الكنيسة، ونضيء الشموع للسيدة العذراء بداخل الكنيسة.
وأضافت لـ«الدستور» أن الجيران المسلمين دائمًا يسعوا إلى أن نتجمع سويًا في جميع الاحتفالات لكي نكون مع بعضنا، لافتة إلى أنهم في شهر رمضان يقيموا مائدة كبرى على سطوح العمارة تضم كل الجيران مسيحيين ومسلمين.
وأشارت إلى أنهم اعتادوا في تلك المناسبات أن يتشاركوا لزرع في ابنائهم المحبة مسيحيين ومسلمين، مؤكدة على أن أبنائهم يفرحون في شهر رمضان بتوزيع الفوانيس وفي عيد العذراء بتوزيع قرص «الست العدرا».
وخلال توزيع نذور السيدة العذراء، هنأ «مصطفي» صاحب ورشة للأثاث جيرانه بعيد السيدة مريم العذراء، قائلًا إنه اعتاد من «أندرو» وأسرته إدخال الفرحة على قلوبهم في أعياد المسلمين والمسيحيين.
وأكد أنهم أسرة واحدة في بيت واحد، ولا يوجد اختلاف بينهم، ففي المناسبات الإسلامية مثل رمضان يبادروا بتوزيع الفوانيس والقطايف والحلويات، وفي مناسبات اخواتنا الأقباط مثل عيد السيدة العذراء يوزع علينا «قرص العدرا».
ومن جانبه قال «عم جمال» إن كل المناسبات تتحول إلى تلاحم بين المسلمين والمسيحيين بفضل جيراننا الذين يحرصون دائمًا على إسعادنا، لافتًا إلى أن عيد العذراء هو يوم جميل تتشارك فيه الأسر من المسلمين والأقباط الاحتفال بالسيدة البتول.
وأوضح «عادل» صاحب محل ترزي، أنه اعتاد على تناول قرص العذراء كل عام من جيرانهم وخاصة أسرة أندرو، لافتًا إلى أن مشاركة الأعياد تعمل على تبادل المحبة بينا وبين بعضنا، موضحًا أنهم يتواجدون معنا في رمضان وأعياد المسلمين، ونحن معهم في أعيادهم، قائلًا «دول احسن جيران».
فرحة وطاقة حب كبيرة، انتابت المشاركين في توزيع هدايا العذراء من الأقباط، على المسلمين والمسيحيين، في لافتة تثبت مررًا وتكرارًا أن المصريين جميعهم على قلب واحد فلا تفرقة بينهم، يتحدون دائمًا في الشدائد، ويتجمعون في بهجة وحب بجميع المناسبات رغم اختلاف الأديان ولكن تبقى المحبة النابعة من القلب.