تقارب أيدولوجي: كيف يمكن تفسير موقف "حماس" من إستيلاء "طالبان" على كابول؟
ترك موقف حركة حماس من إستيلاء طالبان على أفغانستان العديد من علامات الاستفهام، إذ اعتبرته "انتصاراً جاء تتويجاً لأكثر من 20 عاما من النضال". إذ قالت الحركة في بيان لها إنها "تهنئ الأمة الأفغانية المسلمة على سقوط الاحتلال الأمريكي في جميع الأراضي الأفغانية". في الوقت الذي قامت فيه حركة "حماس" و"طالبان" بتوثيق العلاقات فيما بينهما، وهو ما أثار قلقاً كبيراً في المؤسسة الأمنية في إسرائيل، بسبب التهديد المحتمل المتوقع من التعاون بين الجانبين اللذين لديهما أذرع عسكرية مسلحة ومدربة جيداً. فكيف يمكن تفسير موقف حماس؟ وماهي تداعيات هذا التعاون مستقبلاً؟
تقارب أيدولوجي بين الجماعات السنية
بعد إستيلاء طالبان على افغانستان بعد الانسحاب الأمريكي منها، تبنت الحركة موقفاً داعماً لطالبان، وحاول موسى أبو مرزوق المسؤول الكبير في حماس رسم أوجه تشابه بين قتال طالبان ضد الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة وبين قتال حماس ضد إسرائيل في تغريدة له على تويتر.
أعلن مسؤولون في "حماس" أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية تحادث هاتفياً مع رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان" الملا عبد الغني برادر وهنأه بـ"هزيمة الاحتلال الأمريكي في الدولة"،
وقال أبو مرزوق "تنتصر طالبان اليوم بعد أن كانت تتهم بالتخلف والرجعية والإرهاب، وها هي الآن حركة أكثر ذكاءً وواقعية، وقد واجهت أمريكا وعملاءها، رافضة الحلول الوسط معهم، ولم تُخدع بالعناوين البراقة كالديموقراطية والانتخابات، ولا بالوعود الزائفة. درس مرت به كل الشعوب المظلومة، فهل من متعظ؟".
وكان زعيم حماس إسماعيل هنية قد ألتقى بقادة طالبان في أعقاب المواجهة العسكرية بين حماس وإسرائيل في مايو الماضي، بحسب تقارير لم تؤكدها حماس أو طالبان.
التقارب بين حماس وطالبان له جذور أيدولوجية، فالعديد من الجماعات السنية، مثل حماس وطالبان والقاعدة، لها جذور أيديولوجية مماثلة، وتقدم المساعدة لبعضها البعض في أوقات الأزمات، ولديهم شراكات مع بعض الرعاة الإقليميين مثل قطر على سبيل المثال، التي سبق واستضافت القيادة المنفية لكل من حماس وطالبان في الدوحة.
قلق إسرائيلي من تقارب بين حماس وطالبان
تنظر تل أبيب بقلق على تداعيات التعاون بين حماس وطالبان، حيث ترى التقديرات أن صعود طالبان قد يعطى طوق نجاح لحركة حماس، كما أنه من المتوقع بعد تسلُّم "طالبان" سدة الحكم ستنتقل القواعد العسكرية ومراكز التدريب التابعة للجيش الأفغاني إلى الحركة الإرهابية، وسيتصاعد إمكان القيام بعمليات تهريب أسلحة من أفغانستان إلى قطاع غزة.