دبلوماسي أمريكي سابق: الوضع في إقليم «تيجراي» الإثيوبي لا يبشر بالخير
قال تشارلز راي، عضو مجلس الأمناء ورئيس برنامج إفريقيا في معهد أبحاث السياسة الخارجية الذي عمل كسفير للولايات المتحدة في مملكة كمبوديا وجمهورية زيمبابوي، إن الأزمة الحالية في إقليم تيجراي الإثيوبي ناتجة عن عدد من العوامل، أهمها الشعور بأن الحكومة الإثيوبية الحالية تتخلى عن هيكل الحكم الجماعي الذي كان يستخدم لحكم البلاد منذ عام 1991، والذي شعر معظم الناس أنه يلبي بشكل أفضل احتياجات الدولة والمجموعات العرقية المختلفة في البلاد.
وأضاف راي، في مقال نشره معهد أبحاث السياسية الخارجية على موقعه الإلكتروني، أن هناك عامل مهم آخر لانتشار الصراع الحالي في إثيوبيا وهو العداء التاريخي ضد التيجراي.
وقال إن القوات الإثيوبية والإيرترية استمرت في انتهاكات حقوق الإنسان، حيث ارتكبوا مذبحة راح ضحيتها عشرات المدنيين، بمن فيهم الأطفال الصغار في بلدة أكسوم في تيجراي في نوفمبر الماضي وربما تكون واحدة من أفظع الحوادث، وفي 19 نوفمبر، طبقاً لـ هيومن رايتس ووتش، قصفت القوات الإثيوبية والإريترية البلدة وقتلت وجرحت مدنيين ثم قامت القوات بنهب الممتلكات وتدميرها وإطلاق النار على المدنيين.
وأشار إلى أن الحكومة الإثيوبية ناشدت المدنيين الانضمام إلى الجيش الإثيوبي لمساعدة البلاد في قتالها ضد جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي، محذرا من أن هذا الخطاب لا يبشر بالخير بالنسبة لاحتمالات السلام في المدى القريب.
كانت قد أكدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أن ما يصل إلى 900 ألف شخص في تيجراي يواجهون ظروف مجاعة بينما ما تزال خدمات الاتصالات والخدمات المصرفية مقطوعة عن الإقليم المحاصر، وشكت الأمم المتحدة من عقبات بيروقراطية ومشاكل أخرى تمنع قوافل المساعدات والعاملين من الوصول إلى المناطق المتضررة.
وشنت الحكومة الإثيوبية منذ نوفمبر الماضي حربا على جبهة تحرير تيجراي، ووفقا للأمم المتحدة، فقد تسبب القتال في نزوح 1.7 مليون شخص وحدوث مجاعة هي الأسوأ في أي مكان في العالم منذ ما لا يقل عن عقد من الزمان حيث يعانب ما يقرب من 400 الف شخص من ظروف شبيهة بالمجاعة و 1.8 مليون آخرين معرضون لذات الخطر في المستقبل، إلى جانب أن هناك أكثر من 1200 تقرير عن العنف الجنسي في الإقليم.