حسين حمودة: الأدب الحقيقي ينطوي على أهداف نبيلة
قال الناقد الأدبي الدكتور حسين حمودة، إن التصورات التي شاعت في بعض الفترات، وربما لا تزال مطروحة عند البعض حتى الآن، حول "الأدب الإسلامي" أو "الأدب المسيحي"، أو الأدب المنسوب إلى أية ديانة، هي تصورات لم تتأسس على أي معايير محددة أو سليمة، لأنها ببساطة تتنافى وجوهر الأدب والإبداع عموما، الذي يتصل بالحياة الإنسانية كلها، وهي حياة لا تنحصر في ديانة واحدة ولا في ثقافة واحدة أو مجتمع واحد فحسب.
وأضاف حمودة في تصريحاته لـ«الدستور»، أنه في تاريخ الأدب القديم، وحتى بدايات القرن العشرين، كان هناك بعض "التوجهات" في بعض الثقافات، ومنها الوجهة "التعليمية"، وأيضا في فترات أخرى، في بعض المجتمعات "الشمولية" غلب الطابع "الإيديولوجي" على بعض الأعمال الأدبية "الرسمية"، ولكن المؤكد، في الوجهتين، أن الأدب الحقيقي تراجع إلى حد بعيد، لأن هذا الأدب أكبر من أن ينحصر في هدف توجيهي محدد أو محدود.
وأوضح أن الأدب الحقيقي يمكن أن ينطوي على أهداف نبيلة، بعضها أخلاقي، ويمكن من هنا أن يلتقي مع الدين، بالتالي يمكن أن يبثّ بعض الرسائل فيما يبث من قيم، ولكن الأدب يقوم بهذا خلال لغته وأدواته الإبداعية، ويصعب أن يكون محصورا في تصور ديني بعينه، والرسائل الأخلاقية الدينية لها مجال آخر وأدوات أخرى، وأيضا لها ساحات أخرى، منها دور العبادة مثلا.
وتابع: «قد تثار الآن مخاوف حول صعود "طالبان" التي كان لها من قبل مواقف معروفة تجاه بعض الإبداعات، وطبعا هذه المخاوف مشروعة فيما يخص تقليص حرية الإبداع، وتدمير بعض الإبداعات الفنية الموروثة، لكن المؤكد أن هذه المخاوف سوف تظل بعيدة عن أغلب المجتمعات والثقافات، ومنها المجتمع العربي والثقافة العربية، وقد قطعت هذه الثقافة شوطا طويلا في ترسيخ مبادئ بديهية في التعامل مع الأدب والإبداع بالمعايير البسيطة والحقيقية التي يجب التعامل من خلالها مع كل أدب وكل إبداع».