انطلاق مؤتمر رؤساء المباحث الجنائية العرب
بدأت جلسات المؤتمر العربي الثامن عشر لرؤساء أجهزة المباحث والأدلة الجنائية، اليوم الأربعاء، والمنعقد عبر الدائرة التلفزيونية بحضور كلا من اللواء الدكتور إياد عبد الحمزة بعيوي رئيس المؤتمـر ورؤساء وأعضاء الوفود العربية.
واستهلت جلسة المؤتمر العربي بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب قال فيها : "يسعدني وأنا أرحب بكم في هذا المؤتمر العربي الهام، أن أعرب لتونس العزيزة عن خالص الشكر والامتنان على احتضانها لمجلسنا الموقر بكل كرم وحفاوة، مقدرا كل التقدير الرعاية الكريمة التي توفرها للأمانة العامة، وراجياً لها المزيد من التقدم والأمان".
"ويشرفني أن أرفع إلى وزراء الداخلية العرب جزيل الشكر والعرفان لدعمهم الموصول للعمل الأمني العربي المشترك، إنكم تجتمعون اليوم لأول مرة منذ انتشار جائحة كوفيد 19 التي اجتاحت العالم بعد مؤتمركم السابع عشر الأخير وخلفت مئات الآلاف من الضحايا وتسببت في خسائر مادية بليغة وولدت تداعيات أمنية خطيرة ورتبت على عاتق أجهزة الأمن مسؤوليات جسيمة".
وأضاف لقد تمثلت انعكاسات هذا الوباء على الصعيد الأمني في مظاهر عدة منها الضريبة البشرية الفادحة التي دفعها رجال الأمن والحماية المدنية في سبيل أداء رسالتهم النبيلة ووقوفهم مع الطواقم الطبية في خطوط المواجهة الأولى إنقاذا وإخلاء وسهرا على تطبيق إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي وحظر التجوال.
ومن هذه الانعكاسات التحول الذي عرفته الجريمة خلال هذه الجائحة وبروز أنماط جديدة من الإجرام وليدة التغيرات التي شهدتها شتى مناحي الحياة بسبب هذا الفيروس الفتاك.
وتابع: "تكفي الإشارة على سبيل المثال إلى التزايد الملحوظ في الجريمة السيبرانية بفعل تزايد الإقبال على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والعمل والدراسة عن بعد والتجارة الرقمية، ناهيك عن جرائم الغش خاصة في المواد الطبية والتطهيرية".
وقال: "لقد حرصنا خلال السنة الماضية خلال المؤتمر العربي على مناقشة كافة أوجه التداعيات الأمنية لهذه الجائحة خلال مؤتمرات قطاعية عدة وفي نطاق المؤتمر السنوي لقادة الشرطة والأمن والدورة السنوية لمجلس وزراء الداخلية العرب".
وواصل: "لا شك أن التحديات الإجرامية الصحية المرتبطة بهذه الجائحة تعيد إلى الأذهان جرائم صحية أخرى نخشى أن تكون الظروف اليوم مواتية لاستشرائها ومنها جرائم الاتجار بالأعضاء البشرية التي ما تفتأ عصابات الإجرام المنظم تعمل على اقترافها في استخفاف تام بكل التعاليم الدينية والمبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية، ولعل مناقشة مؤتمركم اليوم لهذه الظاهرة تكون مناسبة لاستكشاف بعض غوامضها والوقوف على أساليب ارتكابها وتلمس سبل مواجهتها".
وإلى جانب هذا الموضوع الحيوي سينظر مؤتمركم أيضا في بندين مهمين ينتظمهما خيط رابط هو الحرص على بناء قواعد بيانات موثوق بها تتيح مستقبلا تبادل المعطيات بين الدول الأعضاء بما يسمح بفاعلية أكثر في مواجهة الجريمة خاصة العابرة للحدود.
وأضاف : ستنظرون في تصور لربط قواعد بيانات البصمات الحيوية بين الدول العربية بما سيمكن من الاطلاع على تلك البيانات ومقارنة المعطيات المتوفرة لدى كل من الدول الأعضاء.
أما البند الآخر فيتعلق بواقع قواعد البيانات البالستية في الدول العربية، وهذه البيانات على غاية الأهمية خاصة في حال العمليات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية التي تستخدم فيها أسلحة في بلدان متعددة.
وسعت الأمانة العامة من قبل إلى وضع آلية لربط هذه القواعد الوطنية بما يسمح بالاطلاع السريع على المعطيات لكنها اصطدمت بعقبة كبيرة هي أن عددا من الدول لا يوجد لديها قواعد بيانات بالستية إلكترونية يمكن ربطها مع غيرها من القواعد والاطلاع عليها عن بعد.