في ذكراه الـ70.. تعرف على مؤسس مدارس الأحد ورائد التعليم المسيحي
تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، السبت 21 أغسطس الجاري، ذكرى الـ70 لرحيل الأرشيدياكون حبيب جرجس مؤسس مدارس الأحد.
وتزامنًا مع احتفال الكنيسة الأرثوذكسية، بذكرى رحيل حبيب جرجس الـ70، ترصد "الدستور" في سطور أبرز المعلومات عنه.
وُلِدَ حبيب جرجس بمدينة القاهرة عام 1876، والتحق بالكلية الإكليريكية، حينما افتتحها البابا كيرلس الخامس عام 1893، وكان أول طالب يدخلها وأول خريجيها عام 1898. ولم يكن بها مدرس، وفي غيرة عميقة شعر حبيب جرجس أن الإكليريكية هي مسئوليته، فبدأ يدرس لزملائه وهو طالب، وتخرج ليتولى التدريس في الإكليريكية، وكان يقوم بتدريس اللاهوت والوعظ، ويضع الكتب الروحية، ووضع عدة كتب منها "أسرار الكنيسة السبعة"، "الصخرة الأرثوذكسية"، و"مارمرقس الرسول"، وأخذ في إعداد مدرسين للدين.
وكان مبنى الإكليريكية وقتذاك لا يصلح، فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته أن يبني لها مبنى، وبكل غيرة، بدأ يدعو لهذا الأمر، ويطوف البلاد يجمع تبرعات، حتى اشترى أرضا مهمشة واسعة وبنى مبنى الدراسة، ومبنى الداخلية، ومبنى معهد العرفاء، وأسس المكتبة، وبنى كنيسة العذراء التي كانت كنيسة لطلبة الإكليريكية في أيامه، قبل أن تفتح للشعب.
وفي عام 1918 عيَّنه البابا كيرلس مديرًا للكلية الإكليريكية ووفر له كل الإمكانيات اللازمة. ومنذ ذلك الحين كرّس كل طاقاته ووقته لخدمة الإكليريكية، فكان يعلِّم ويؤلف ويختار الأساتذة الصالحين للتدريس ويدبر المال اللازم لها، ووضع المناهج وارتقى بمستوى الطلاب.
أسس مدارس الأحد ووضع لها المناهج اللازمة، ولم تكن هناك في تلك الأيام مدارس للتربية الكنسية، فشعر حبيب أنها مسئوليته أن يهتم بإنشاء مدارس الأحد، فشجع الكثيرين على المساهمة في هذا المجال، وبكل حماس أخذ التعليم الديني يشق طريقه إلى الأطفال وإلى القرى، وصار هناك آلاف من المدرسين، وكان حبيب جرجس هو نائب رئيس اللجنة العليا لمدارس الأحد، أما رئيسًا في أيامه فكان قداسة البابا يؤنس التاسع عشر.
ولم تكن هناك مناهج لتعليم الدين في المدارس، فشعر حبيب جرجس أنها مسئوليته الخاصة أن يضع كتبًا منهجية لكل مراحل التعليم، فوضع لذلك سلسلتين أحداهما "المبادئ المسيحية" والثانية "الكنز الأنفس"، ولم يترك التعليم الديني معوزًا شيئًا من المعلومات، بل طبع أيضًا الصور اللازمة، وأصدر مجلة "الكرمة" التي استمرت 17 عامًا كمدرسة متنقلة من بيت إلى بيت، على مستوى رفيع، وهي أول مجلة قدمت لنا ترجمة أقوال الآباء القديسين.
وبعد أن خدم الأرشيدياكون حبيب جرجس الكنيسة 55 عاما، مرض قليلًا ورحل عن العالم في 21 أغسطس عام 1951.