كرا
النمنم يكشف «كذب» المذكرات المنسوبة للنحاس باشا فى كتابه الجديد
مع احتفال حزب «الوفد» بذكرى زعمائه الثلاثة سعد زغلول ومصطفي النحاس، وفؤاد سراج الدين 2006 تجدد الجدل حول مذكرات مصطفي النحاس باشا المختفية، وقتها كشف المؤرخ جمال بدوي أحد أكثر المقربين من زعيم الوفد الراحل فؤاد سراج الدين عن مكان هذه المذكرات فى تصريحات صحفية أكد فيها أن «الوفد» رفع قضية ضد جريدة «السياسي المصري» لقيامها بنشر ما أسمته بمذكرات النحاس باشا بمقدمة للمستشار طارق البشري.
وشكك فؤاد سراج الدين في هذه المذكرات، مؤكداً أن لديه المذكرات الأصلية بغرفة مكتبه بقصره بجاردن سيتي، وهي بخط يده عن الفترة من عام 1919 حتى 1936، وأودعها علي سبيل الأمانة لدي.
فؤاد بدراوي حفيد الباشا الذي آل إليه تراث جده سراج الدين، قال أيضًا فى تصريحات صحفية: "فؤاد باشا أخبره أن المذكرات تناولت الفترة من 1919 إلى سنة 1928، مؤكداً أنه لم يعثر إلا علي خمس كراسات بخط يد النحاس حتي عام 1923، وأودعها في مكان أمين".
قبل عشر سنوات وتحديداً فى ديسمبر 1996 نشرت سلسلة كتاب "الهلال" دراسة أعدها المستشار طارق البشري عن مذكرات منسوبة الى النحاس باشا حررها محمد كامل البنا< ورد فيها بالنص صفحة 209:" أن المرة الوحيدة" التى زار فيها طه حسين بعد ثورة 23 يوليو، مصطفي النحاس، كان بعد انفصال سوريا عن مصر فى 1961 كان محملاً برسالة يطلب من النحاس تأييد الثورة، فأجاب النحاس برد طول عما فعلته الثورة معه، وأنهي حديثه بطرد طه حسين من منزله"، وهي واقعة كشف عدم صحتها الكاتب الصحفي ووزير الثقافة الأسبق حلمى النمنم فى كتابه الجديد "طه حسين من الملكية الى الجمهورية"، والصادر ضمن سلسلة اصدارات خاصة عن "قصور الثقافة".
حلمي النمنم قال:"لدينا الكثير من الكتابات عن د.طه قام بها المقربون منه والمطلعون على اسراره ودخائل أموره، مثل زوجته سوزان التى وصفت كتاب "معك" عن حياتهما معاً، كما أصدر زوج أبنته د. الزيات كتاب "ما بعد الأيام" عن سيرة طه حسين، ولم يرد فى الكتابين شئ يتعلق بهذا الأمر، كما لم يرد أن كانت لدي طه حسين صلة خاصة بالرئيس جمال عبد الناصر أو حتي بالمحيطين والمقربين من الرئيس.
" النمنم" رجع الى سامي شرف سكرتير عبد الناصر والذى صاحب الرئيس منذ سنة 1954 حتي رحيله، وأصدر كتاباً من 5 أجزاء عن تجربته مع عبد الناصر، بم يرد فيها شئ بهذا المعني حول د. طه حسين، ومع ذللك و للوقوف على حقيقة ما ورد فى دراسة المستشار طارق البشري عن مذكرات "النحاس" باشا؛ كانت إجابة السيد سامى شرف كالتالي:" أولاً كانت هناك اتصالات بين مجلس قيادة الثورة وجمال عبد الناصر من جانب، وقيادات الوفد، فى الفترة الأولى لقيام الثورة، وكان يقوم بالوساطة فى هذا الأمر ضباط وليس شخصيات مدنية، ضباط ينتمون بالطبع إلى الضباط الأحرار، وكان حلقة الاتصال الضابط عيسي سراج الدين، ابن عم فؤاد سراج الدين، من الضباط الأحرار.
وتابع ثانياً: لم يحدث أن طلب ناصر من د.طه حسين شيئاً من ذلك نهائياً، لأن عبد الناصر كان يرى طه حسين رمزاً أدبياً وثقافياً كبيراً، وقيمة عالمية، ولا يمكن له أن يقوم بمثل هذه المهام، كان عبد الناصر ـ هكذا يقول سامى شرف ـ حريصاً على أن لا يعرض د.طه لأى موقف من المواقف التى تضعه فى حرج مع أى طرف من الأطراف، ولا يضعه فى موقع يمكن أن يهز مكانته وقيمته الأدبية أو يعرضه للقيل والقال، ثالثاً: بعد الانفصال لم يكن الرئيس عبد الناصر منشغلاً بموقف النحاس باشا ورأيه، كان الرجل قابعاً فى بيته وفى سنواته الأخيرة ولم يكن الرئيس يحمل تجاهه مشاعر سيئة، والدليل أنه حين عرفنا بأن مصلحة التليفونات ستقوم بقطع الحرارة عن بيته، لأن الفاتورة لم تسدد، قامت رئاسة الجمهورية بسداد الفاتورة.