باحثون تونسيون: هدف الحكومة الجديدة محاربة فساد الإخوان
يترقب الشعب التونسي الإعلان عن حكومة جديدة، وخاصة بعد تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد مساء الإثنين، أن الحكومة ستتشكل قريبًا وفقًا لإرادة الشعب، مشيرًا إلى أنه لن يتراجع إلى الوراء.
وحول تصريحات سعيد عن تشكيل الحكومة الجديدة، حاورت «الدستور» خبراء تونسيين للتعرف منهم على توقعاتهم بشأنها.
ترجمان: الحكومة الجديدة ستكون حكومة مصغرة
أوضح باسل ترجمان، الباحث التونسى فى شئون الجماعات المتطرفة، أن هناك وقائع تجرى كل يوم على الأرض فى تونس، وهناك تقدم جاد وسريع فى عودة الدولة ودواليبها للعمل والحركة بالشكل الطبيعى والمعتاد.
وأكد ترجمان فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن هناك جهدًا كبيرًا فى مكافحة الفساد، ووقف الفساد والفاسدين، بجانب إعادة ترتيب أوضاع للمؤسسات التونسية التى نخرها الفساد والمحسوبية والتي أصبحت مراتع لأطراف ولوبيات تخدم مصالحها على حساب مصالح الشعب. وشدد ترجمان على أن التشكيل الحكومة الجديدة سوف يعلن عنه خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتابع ترجمان أن الحكومة الجديدة ستكون حكومة مصغرة، ولديها تحديات أساسية منها محاربة الفساد، وإنهاء حالة الهروب من العقاب، وإغلاق ملفات الفساد، سيكون لها دور أيضا فى القضاء والمستوى الاقتصادي والاجتماعي من أجل إعادة الثقة للمواطن والمؤسسات الاقتصادية فى العمل، وسيكون لها أيضا بعدًا سياسيًا مهم لإعادة تشكيل المشهد السياسي فى تونس، مضيفًا أنه لا يمكن الحديث بعد اليوم عن عودة المنظومة الفاشلة التي تسببت بكل ما حدث فى تونس إلى الواجهة مرة أخرى.
وأوضح ترجمان أن المهم اليوم فى تونس هو إعادة الانطلاق الاقتصادي التونسي على أسس شفافة صحيحة بعيدا عن المافيا واللصوص ولوبيات الفساد مؤكدا أن هى القضية الأساسية فى الوقت الحالى.
وأشار ترجمان إلى أن هناك جهد كبير جدا لأن هذا الفساد الذي نخر جسد تونس فى العشر السنوات الاخيرة، ووجود مئات الآلاف من الأشخاص التى تم زرعها داخل مؤسسات الدولة لضربها، وتفكيكها وتحقيق ما يسموه جماعات الإخوان بالتمكين من مفاصل الدول- كله يحتاج إلى جهد لأنه لا يمكن أن يبقى الحال كما هو عليه، فهناك مشهدًا جديدًا في تونس تتبلور ملامحه فى وقت قريب قادم.
جدلة: قطار التغيير يتقدم بهدوء وثبات
قال إبراهيم جدلة أستاذ التاريخ الإسلامي بالجامعة التونسية، مدير مخبر النخب والمعارف بجامعة منوبة في تونس إبراهيم جدلة، إن “قطار التغيير يتقدم بكل هدوء وبكل ثبات فى تونس”.
وأوضح “جدلة” فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن أهم شيء هو استحالة العودة إلى الوراء ونهاية تسلط الإسلام السياسي، متابعا إن “الذين يستعجلون قيس سعيد ويطالبون بخارطة طريق فقد أجابهم بوضوح أنه يوجد برنامج جاد وعملي من أجل إنقاذ البلاد، وتحرير المجتمع من كابوس الإخوان، ومن تهديدات الإرهاب دخلنا في مرحلة الإصلاح والبناء ولا مجال للعودة إلى الوراء”.
وأكد جدلة أنه لا حاجة للتسرع في اختيار رئيس حكومة أو رئيس وزراء.