«المطعم المحمول».. مشروع «عماد» لكسب الرزق في الإسكندرية
خبرات حياتية متعددة، وطموح رسم مساره في تفكيره، وأحلام لا يوقفها التصاريح الروتينية، ليعطي الترخيص لجسده في أن يحمل مشروع كسب رزقه من خلال المطعم المحمول.
"المطعم المحمول" كان ذلك سبيل "عماد" الشاب السكندري لمواصلة مسار حياته العملية، لتستند على ظهره أسطوانة غاز صغيرة ويلتف حول جسده الجريل المصنوع من الصاج والاستانلس.
مهن متعددة تركت بصمتها في حياة عماد بدءا من نجار، ميكانيكي، محصل غاز، فرد أمن في عدد من المحافظات، ليقرر الشاب السكندري أن يكسب قوت يومه بمشروعه الخاص وأن يستقيل من العمل تحت إدارة الآخرين.
"أنا مدير مشروعي" كانت هذه رغبته التي سعى لتحقيقها، ليسير الطريق من بدايته ويكون هو المتحكم والميسر لمشروع رزقه، لتطويره وتوسعته كما يحلم ويخطط.
كان عماد أمام خيارين مقابل مبلغ كان بمثابة تحويشة حياته، بأن ينفقه مقابل إنهاء التراخيص والأوراق الحكومية المطلوبة ليفتتح مشروع ثابت على الأرض، أو أن يحمل مشروع رزقه على ظهره وينفق هذا المبلغ في تنفيذه وتصنيعه، مقابل ٥٠٠٠ جنيه.
ولكن لكل اختيار هناك ضريبة، ليكمل الشاب العشريني أن الضريبة هي الألم الذي يشعر به ظهره ورقبته ولكن هذا هروبا من تشتيت إشغال الطريق وحملات الإزالة، ليصل يوميا إلى مقهى صغير بأحد ممرات منطقة وسط البلد يفترش التجهيزات والعلب البلاستيكية الحافظة للطعام، وتجهيز الخبر والتأكد من أسطوانة الغاز وينطلق ليبدأ عمله من عصر اليوم حتى منتصف الليل.
سندوتشات متعددة يقدمها عماد لزبائنه وهي السوسيس والسجق والكفتة والبرجر ليتراوح سعر الواحد منه من ١٠ إلى ١٢ جنيها.
وعن إجراءات السلامة والأمان قال عماد، إن أسطوانة الغاز بالمشروع صغيرة ويصل منها الغاز للجريل مباشرة ولكن لمزيد من إجراءات السلامة تم تركيب منظم صغير للتحكم فيها، علاوة على تواجد طفاية حريق صغيرة بجانبه في حال حدوث أي أمر طارىء.
"الناس طول ما هي ماشية جنبي بيلفت انتباها الفكرة" هكذا علق صاحب المطعم المحمول مكملا أنه لكون الفكرة غير منتشرة هي ما جذبت أنظارهم، وهناك بعضهم يكون حريص على سماعي بعض كلمات التشجيع والثناء للاستمرارية.
"اللي بيتكسف مش هيشتغل" ليختتم الشاب العشريني حديثه بأن من يخجل من المحيطين لن يستطيع كسب قوت يومه، مطالبا بتسهيل إجراءات التراخيص والأوراق المطلوبة لتيسير العمل للشباب الجاد في فتح مصدر أرزاقهم.