«حرقوها بعدما حرموها».. كاتب لبناني: أهالي عكار حملوا المنظومة الحاكمة مسؤولية الانفجار
قال الكاتب الصحفي اللبناني محمد الرز، إن منطقة عكار في الشمال من أفقر المناطق في البلاد، وأكثرها حرمانا من الخدمات، مضيفا: “تعتبر خزانا بشريا للجيش اللبناني وللقوى الأمنية”.
وأضاف الرز في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "منطقة عكار معروفة بتمسكها بالعيش المشترك رغم كل الانقسامات التي شهدها لبنان، ويعود سبب حرمانها التاريخي إلى تخلي نوابها وبعض الوزراء المنتمين إليها عن واجباتهم تجاهها في الإنماء والعمران والبنى التحتية".
تخزين المحروقات في عكار
ونبه إلى أنه كان معروفا في الآونة الأخيرة أن بعض المنتمين إلى فرقاء في الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، وتحديدا في تيار المستقبل، والتيار الوطني الحر بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون، يقومون بتخزين مادة المحروقات في أماكن غير مؤهلة، بغية الاتجار بها في السوق السوداء أو لتهريبها إلى سوريا، موضحا: “وكان خزان بلدة التليل الذي انفجر في عكار واحدا منها ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا وإصابة كثيرين بحروق مختلفة”.
وأردف: "والملفت أنه فور وقوع الانفجار الكارثي سارع النائب أسعد درغام من التيار العوني إلى اتهام النائبين طارق المرعبي ووليد البعريني من تيار المستقبل، بالمسؤولية عن المخزن والانفجار"، مشيرا إلى أن الاتهام انطلق من كون مؤجر الأرض يناصر هذا التيار ويحتمي به ورد النائبان باتهام مضاد مفاده أن صاحب الأرض ينتمي إلى التيار العوني.
الشعب قبل الطبقة الحاكمة
فيما أكد الرز، أن أهالي الضحايا وأبناء عكار تجاوزوا كل ذلك، وحملوا المسؤولية للمنظومة الحاكمة بأكملها، مشيرا إلى خروجهم بتظاهرات اقتحمت وحطمت منازل عدد من النواب.
واستكمل: "وكانت أبلغ عبارة ما كتبوه على واجهة منزل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في طرابلس وهي: نواب عكار حرقوها بعدما حرموها".
وشدد على أن من المهم في الوقت الحالي، مساندة المنكوبين في عكار وإمدادهم بالإغاثة اللازمة من الأدوية والتجهيزات الطبية، التي أصبح نادرا الحصول عليها في لبنان.
اختتم حديثه قائلا: "وكذلك أن يتم التحقيق في هذه الكارثة لمعرفة من يقف وراءها مهما كان نفوذه، وإذا لم يحصل هذان الأمران فإن الشارع الشعبي اللبناني في حالة غليان قد لا تحمد عقباها".