أشهر المزارات التاريخية والأثرية باسم السيدة العذراء
تحتل السيدة العذراء مريم مكانة هامة ومتميزة في قلوب الأقباط؛ ولهذا السبب اهتموا ببناء العديد والعديد من الكنائس والأديرة التي تحمل اسمها.
وقال ماجد كامل الباحث في التراث القبطي، إن من أشهر الكنائس الأثرية التي على اسم السيدة العذراء، والتي يتوافد عليها الآلاف من الزوار خلال موسم صوم العذراء، هي كنيسة السيدة العذراء بالمعادي، مُضيفًا: ولقد كتب عنها أبوالمكارم في موسوعته الشهيرة عن تاريخ الكنائس والأديرة؛ كما كتب عنها الرحالة الشهير فانسليب (1635- 1679) في كتابه "تقرير الحالة الحاضرة 1671" فقال عنها "في دير العدوية الواقع بقرب النيل من جهة الشرق كنيسة العذراء بصورة عجائبية لها".
وتابع: لقد عرفت هذه الكنيسة أيضًا في كتب التاريخ بكنيسة "المرتوتين" وهي النطق العامي للكلمة "متيرنا" ومعناها أم الله الكلمة باللغة اليونانية كما عرفت أيضًا بكنيسة العدوية.
وتابع: أيضًا من الكنائس الهامة التي تحظى بزيارة عدد كبير من البشر خلال موسم صوم العذراء كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وبالرغم من أنها تعتبر كنيسة حديثة نسبيًا إذ يرجع تاريخ إنشائها إلي عام 1925، إلا أنها أخذت شهرة خاصة بسبب ظهور السيدة العذراء فوق قباب كنيستها في 2 أبريل 1968، واعترفت الكنيسة القبطية بالظهور رسميًا في 4 مايو 1968 .
مُضيفًا: إن قصة إنشائها أن السيدة العذراء ظهرت في حلم لتوفيق بك خليل صاحب الفيلا، وكان ذلك خلال عام 1917 وطلبت منه بناء كنيسة علي اسمها، وأنها سوف تظهر على قباب هذه الكنيسة بعد حوالي 50 سنة، وبالفعل بدأ العمل في البناء وعهد إلى المهندس المعماري الإيطالي ليمونجيلي بتصميم الكنيسة، وحرص على تصميمها على نمط كنيسة أجيا صوفيا بالقسطنطينية حتى تم افتتاحها للصلاة رسميًا في 29 يونيو 1925.
وواصل: ويغطي سقف قبة الكنيسة من الداخل صورة كبيرة للسيدة العذراء وهي ترفع يديها وكأنها تبارك الشعب ولقد قام فريق عمل إيطالي بعمل تنظيف وصيانة لصور وزينات الكنيسة خلال عام 2000 بمناسبة الاحتفال بمرور ألفي عام علي مجيء العائلة المقدسة إلى أرض مصر.
مستكملاً: من أشهر مزارات الصعيد منطقة جبل الطير بسمالوط، وهي إحدى المحطات الهامة في رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر، ولقد عرفت المنطقة بجبل الطير لأن ألوفًا من طائر البوقيرس تجتمع فيه.
وتابع: ولقد روي أبوالمكارم في كتابه "تاريخ الكنائس "أنهم وهم في النيل كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم؛ ولكن الطفل يسوع مد يده ومنع الصخرة من السقوط فطبع كفه على الصخرة، وصار الجبل يعرف بجبل الكف؛ والكنيسة التي بنتها الملكة هيلانة باسم العذراء صارت تعرف بكنيسة "سيدة الكف".
وواصل ماجد كامل: أما المزار الأشهر في الصعيد كله؛ فهو بلا شك دير السيدة العذراء بجبل أسيوط المعروف باسم "دير الدرنكة" فهو يعتبر المحطة الأخيرة في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
وتابع: أما عن مزارات الوجه البحري؛ فهناك كنيسة السيدة العذراء بسخا بمحافظة كفر الشيخ، وهي إحدى المحطات الرئيسة في رحلة العائلة المقدسة، وفي هذا المكان تمت طباعة كعب الطفل يسوع على حجر، فعرف المكان بعدها بكعب يسوع.
وتابع ماجد كامل: أنه تعد كنيسة السيدة العذراء بمسطرد أحد مزارات العائلة المقدسة، وفي هذا المكان قامت السيدة العذراء بتحميم الطفل يسوع؛ ولذلك عرف هذا المكان بالمحمة أي مكان الاستحمام؛ ولقد ذكرها الرحالة فانسليب فقال عنها إنها كانت قبل مجيء المسيح هيكلًا للأوثان التي سقطت على الأرض فور وصوله؛ ولقد رأى فانسليب في الكنيسة حجرين عليهما أشكال هيروغليفية؛ كما توجد بها صورة عجائبية للسيدة العذراء؛ ويؤكد فانسليب أنه بات ليلة في هذه الكنيسة يوم 15 نوفمبر 1664 لحضور القداس.