بسبب لينين.. طلب يثير أزمة قبل زيارة الإمام الفحام للاتحاد السوفيتي عام 1970
في عام 1970، سافر فضيلة الشيخ محمد محمد الفحام، شيخ الأزهر الأسبق، رحمه الله إلى الاتحاد السوفيتي السابق" روسيا" حاليا، موفدًا من رئاسة الجمهورية لزيارة الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي وقتئذ أوزبكستان، وطاجيكستان، وكانت هذه الزيارة هى الأولى من نوعها لمسؤول ديني إسلامي للدولة الشيوعية، وفقا لما رصدته موسوعة " من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر".
وبحسب الموسوعة، عند منحه تأشيرة الدخول اشترطت الحكومية الروسية أن يشمل برنامج الرحلة زيارة مقبرة لينين، مؤسس الدولة الشيوعية، فرفض الإمام الفحام، لأنه رأي في هذه الزيارة إهانة للمسلمين الذين اضطهدتهم الحكومة الشيوعية.
- إلغاء الزيارة وتراجع سوفيتي
وأمام تمسك الروس بفرض هذه الزيارة قرر الإمام الفحام إلغاء السفر، تراجع الاتحاد السوفيتي عن مطلبه حفاظًا على العلاقات، والتي كان يرغب في الاحتفاظ بها مع العالم الإسلامي، وبالتالي اقتصرت الزيارة على الجمهوريات الإسلامية فقط لدراسة أحوال المسلمين.
- أول شيخ للأزهر يزور الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي
وكان الإمام الأكبر الدكتور محمد الفحام هو أول شيخ للأزهر يزور هذه البلاد، وقد نظمت له استقبالًا رسميًا عظيمًا، ولقيت الزيارة ترحيبًا شعبيًا منقطع النظير، واطلع على أحوال المسلمين، وعقد العديد من اللقاءات، وزار المساجد، و كان القارئ الشيخ محمود خليل الحصري، مرافقا له في تلك الزيارة يتلو آيات الذكر الحكيم، وقد تأثر الإمام الأكبر ببكاء المصلين وهم يستمعون لهذه التلاوات، وأهدى للمساجد والمدارس مجموعات من المصاحف والكتب الدينية، التي كانت قد حرمتهم منها الدولة الشيوعية.
ويشار إلى أن الشيخ محمد محمد الفحام، من مواليد 18 سبتمبر 1894م بمحافظة الإسكندرية، وترجع جذوره إلى قرية بني مر بمحافظة أسيوط، حيث يوجد بها حتى الآن معظم أقربائه، وتم تعيينه شيخًا للأزهر بقرار جمهوري، في 17 سبتمبر 1969، وظل في منصبه حتى العام 1973 حيث طلب إعفاءه من منصبه لظروفه الصحية، ورحل عن عالمنا في 31 أغسطس من العام 1980.