مراكز تدريب الأئمة.. أداة أوروبية لمواجهة خطر جماعات الإسلام السياسي
تتخذ الحكومات الأوروبية عددا من الإجراءات في إطار قانوني واجتماعي لمواجهة جماعات الإسلام السياسي وفي مقدمتها جماعة الإخوان، لاسيما بعد ارتكاب الجماعة العديد من الأعمال الإرهابية على مستوى دولي، ومن أبرز تلك الإجراءات مراكز لتدريب الأئمة على الخطاب المعتدل.
وترصد الدستور في التقرير التالي أبرز الدول التي تبنت مشروعات لتدريب الأئمة على أراضيها:
مشروع لتدريب الأئمة في سويسرا
كشف موقع بلو وين الإخباري السويسري، أن هناك مشروع لتدريب الائمة في سويسرا من أجل مكافحة الأفكار المتطرفة والارهابية .
وقال الموقع إن معظم الأئمة في سويسرا يأتون من الخارج ولذلك لابد من تعليمهم القيم السويسرية حتى لا ينشروا الفكر المتطرف الخاص بجماعات الإسلام السياسي.
وتابع أن الغالبية العظمى من الأئمة يأتون من الخارج وأكملوا تدريبهم هناك أيضًا، لكن هم بالكاد مستعدون للقضايا الاجتماعية التي هي جزء من الحياة اليومية في سويسرا، مشيرا الى ان هذا النقد ليس فقط من الجمهور العام، ولكن أيضًا من الجمعيات الإسلامية.
حيث يقول باسكال جمبرلي من الاتحاد الوطني للمنظمات الإسلامية الجامعة في سويسرا: "إذا كنا نريد المزيد من الأئمة السويسريين في سويسرا، فعلينا أيضًا توفير التدريب".
المجلس الأوروبي يدعو لتدريب الأئمة
كان قد قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في وقت سابق ، أنه يؤيد إنشاء "معهد أوروبي لتدريب الأئمة"، بعد أن الهجوم الإرهابي في فيينا قبل أسبوع، وذلك خلال مؤتمر القمة الأوروبية المصغرة لمكافحة الإرهاب، التي شارك فيها كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وتابع: "أعتقد، على سبيل المثال، أنه ينبغي إجراء مناقشات على المستوى الأوروبي في ما يتعلق بالفكرة التي طرحت منذ فترة لإنشاء معهد أوروبي لتدريب الأئمة"، فمثل هذه الهيئة ستشرف على تدريب الأئمة وتضمن عدم مساهمة خطابهم في نشر "أيديولوجية الكراهية" و"قبول سيادة القانون المدني".
فرنسا تدعو لتدريب الأئمة
تعمل السلطات الفرنسية على تسريع إعداد برنامج لتأهيل أئمة مستقلين "يحترمون قيم الجمهورية" وإنهاء خدمة أئمة مبتعثين من الخارج.
وصرح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال أكتوبر الماضي: إن فرنسا "لن تتراجع أبداً عن مبادئها وقيمها"، على الرغم من "محاولات زعزعة الاستقرار"، وأضاف أتال أن فرنسا "تتعرض لتهديد إرهابي متنام في الأيام الأخيرة، تغذيه دعوات للكراهية"، وتابع: "لكن ذلك يعزز إرادتنا في مكافحة الإسلام المتطرف وكل أوجهه بلا هوادة".
وفي هذا السياق، تسرّع السلطات والهيئات الإسلامية في فرنسا العمل على مشروع لتدريب "أئمة على الطريقة الفرنسية"، وذلك لوقف استقدام أئمة من الخارج وإضفاء استقلالية مالية وفكرية على تدريب المسؤولين الروحيين للجالية المسلمة.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الثاني من اكتوبر، أثناء عرضه مشروع قانون حول ما أسماه "الانعزالية الإسلامية" يهدف إلى "هيكلة الإسلام" في فرنسا: "سنمارس عليهم ضغطاً هائلاً (...) الفشل غير مسموح به".
وبحسب السلطات الفرنسية، يجب على المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، المحاور الرئيسي للسلطات، أن يؤسس خلال ستة أشهر مسار "تأهيل وتدريب الأئمة" وتنظيم "شهادات" اعتماد لهم ووضع "ميثاق يؤدي عدم احترامه إلى العزل".
تدريب الأئمة في ألمانيا
أسست ألمانيا وتحديدا غرب مدينة أوسنابروك مركزا خاصًا لتدريب الأئمة المسلمين، ليكون مركز تدريب أوسنابروك أئمة أول كلية تدريب إسلامية في البلاد.
وأطلقت ألمانيا مركزًا لتدريب الأئمة المدعوم من الدولة للمساعدة في تقليل عدد القادة الإسلاميين والأئمة القادمين من الخارج، وسط رفض عدد من جماعات الإسلام السياسي في ألمانيا.
وحضر حوالي 40 من الأئمة فصولهم في مركز تدريب سنابروك في الكلية الألمانية للإسلام يوم الإثنين حيث سيتم تدريس برنامج تدريب الأئمة لمدة عامين في المركز بمساعدة حوالي 12000 كتاب تم استيرادها من مصر.
والمركز متاح لكل حاملي الشهادات الإسلامية ويقدم التدريس العملي في تلاوة آيات من القرآن، وتقنيات الوعظ، وممارسات العبادة.
ويتم تمويل مركز التدريب الجديد جزئيًا من قبل الحكومة الفيدرالية، وكذلك السلطات المحلية في ولاية ساكسونيا السفلى.
وتحدثت المستشارة أنجيلا ميركل لأول مرة لصالح تدريب الأئمة على الأراضي الألمانية في عام 2018 ، قائلة للبرلمان إن ذلك "سيجعلنا أكثر استقلالية وضروريًا للمستقبل".
ويقول رئيس مجلس إدارة كلية الإسلام الألمانية"إسناف بيغيتش: أن كلية الإسلام الألمانية فريدة من نوعها لأن جميع الدروس باللغة الألمانية، وتهدف إلى "عكس واقع حياة المسلمين في ألمانيا".