«فرنسا بورسعيد».. «أم رحاب» تعيل بناتها بـ«تأجير وإصلاح العجل» وتحلم بمكان يأويها
«الظروف هي مَا حولتني إلى سيدة العجل أو فرنسا بورسعيد»، بهذه الكلمات بدأت «أم رحاب» حوارها مع «الدستور»، التي أوضحت أنَّ الظروف ساءت بعد طلاقها منذ ثلاث سنوات وانقطاع طليقها عن الإنفاق على ابنتيها، ولم تجد طريقاً لكسب لقمة العيش سوى تأجير الدراجات للأطفال في الشارع.
وتقول «فرنسا بورسعيد» إنّها لا تخجل من هذا الاسم الذي أطلقه عليها أهل منطقتها في حي الزهور، أحد أكبر الأحياء الشعبية في بورسعيد، مشيرة إلى أن الأهالي يشبهونها بالفنانة عبلة كامل في دور «فرنسا» بفيلم «اللمبي» لكونها السيدة التي تقوم بتصليح وتأجير الدراجات من أجل لقمة العيش.
وتضيف «أم رحاب» أنّها تزوجت قبل 10 سنوات في محافظة الدقهلية، إلا إنها انفصلت عن زوجها منذ ثلاث سنوات ولكونها من أبناء بورسعيد عادت هي وابنتيها.
وفوجئت «أم رحاب» بانقطاع زوجها عن إرسال النفقة أو أي مصروفات لابنتيه وبعدها أعلن خطبته وزواجه من أخرى ليختفي بعدها تماماً تاركاً لها الطفلتين في المرحلة الابتدائية، مع عدم وجود أي مصدر دخل سوى معاش والدها وقدره 650 جنيهاً.
وتتابع: «أنا الآن أقيم في منزل والدتي وهي سيدة كبيرة في السن وأختي هي الأخرى مطلقة ولديها ولدان والحياة أصبحت مستحيلة ولا نملك أي أموال لذاك توجهت للبريد وقمت بطلب قرض بمبلغ عشرة آلاف جنيه، واشتريت 4 دراجات ووقفت بها أسفل منزلنا بحي الزهور بحيث أتابع بناتي وفي الوقت نفسه أكسب لقمة عيش من الحلال من خلال تأجير الدراجات للأطفال».
وتخشى «أم رحاب» على دراجاتها الأربع من هطول الأمطار في الشتاء ما قد يصيب الدراجات بالصدأ وحملات الحي.
وناشدت «فرنسا بورسعيد» اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد والأجهزة التنفيذية بالمحافظة بتوفير شقة سكنية لها غرفة واحدة لكونها مطلقة وتحلم بمنزل يأويها مع ابنتيها وتوفير كشك لها بالإيجار لحمايتها من الطقس المتقلب.
واختتمت «أم رحاب» حديثها لـ«الدستور» قائلة: «أنا على استعداد أتعب وأشقى علشان بناتي بس محتاجة المسؤولين ينظروا ليّا بعين الشفقة فأنا احلامي بسيطة، فقط أحلم بشقة من غرفة واحدة في أي مكان، وكشك لكسب لقمة عيشي وأتمني أن يستجيب لي المسؤولين بمحافظة بورسعيد».