رسالة من فلسطين
يربطنى بعض العلاقات مع مجموعة من الأصدقاء الفلسطينيين الذين تعرفت عليهم إبان فترة عملى فى السفارة المصرية بسوريا، ومعظمهم الآن يتواجد فى قطاع غزة أو الضفة الغربية.
وصلتنى مؤخرًا رسالة من أحدهم، يتحدث فيها عن ردود الفعل داخل الأراضى والعائلات الفلسطينية نحو استجابة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الفورية لمناشدة أسرة فلسطينية تلتمس من سيادته علاج الطفلة بيان محمود سعيد الدبس، التى تعانى مرضًا جلديًا نادرًا أصيبت به منذ ٦ سنوات وليس لها علاج فى غزة، حيث أمر سيادته بعلاج تلك الطفلة بمستشفى معهد ناصر بالقاهرة، مع تحمل كل مصروفات علاجها.
وبالفعل وصلت الطفلة رفقة والدتها، حيث بدأت إجراءات العلاج فور وصولها من خلال تكوين فريق طبى على أعلى مستوى لرعاية الطفلة وعلاجها.
بطبيعة الحال لن أتناول تفاصيل هذا الموقف الإنسانى للسيد الرئيس، حيث تناوله جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، ولكننى ومن خلال علاقاتى ببعض الإخوة الفلسطينيين- كما ذكرت- أردت أن أنقل لكم حرفيًا رسالتهم لى حول هذا الموقف، حيث جاء فيها:
«نعم يا سيدى إنه الرئيس الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معانى الإنسانية، ويومًا بعد يوم يثبت الزعيم أن مقامه السامى حين تولى المسئولية تميز عن كل أمثاله فى أنه يرى ويسمع ويلتمس معاناة الناس، ليس فقط من أبناء شعبه، بل أمته العربية كلها.. أعزكم الله يا سيدى الرئيس ونصر مصر بالظفر تحت قيادتكم على الجهل والفقر والمرض، وعلى كل قوى الشر ومن أراد بمصر شرًا.. إن والد الطفلة «بيان» هو عامل بسيط من منطقة جباليا بقطاع غزة، ولديه ٥ أولاد، وظروفه المادية صعبة، وكان يتلقى إعانات شهرية من رئيس جمعية الرحمة للأعمال الخيرية فى جباليا، ولم يكن أحد منا يتخيل أن رئيس أكبر دولة عربية سوف يتواصل ويستجيب لهذا النداء فى أقل من ٤٨ ساعة».
وفى نهاية الرسالة كان هناك اقتراح لهم، رأيت أنه من واجبى أن أشير إليه نظرًا لوجاهته الإنسانية وردود الفعل الإيجابية من رجل الشارع الفلسطينى البعيد تمامًا عن السياسة والأحزاب والتنظيمات، الذى يبحث فقط عن حياة بسيطة آمنة.. وهذا الاقتراح يتضمن فكرة أن يكون هناك أطباء استشاريون- مع القوافل الطبية- فى الأمراض الصعبة، مثل الأورام والأوعية الدموية وزراعة قوقعة الأذن، وغيرها من تلك الأمراض التى تتطلب حرفية وتخصصات لها معايير ومواصفات خاصة فى الطبيب المعالج، بحيث يتم تحديد بروتوكولات علاجية لتلك الحالات التى يتم تشخيصها ومتابعتها بعد ذلك عن طريق برامج النت أو الزووم على سبيل المثال.
لقد أردت من هذا العرض، بعيدًا عن التغطية الإعلامية لهذا الموقف الإنسانى للسيد الرئيس، وهذا ليس غريبًا أو جديدًا على سيادته، أن أنقل مشاعر الشارع الفلسطينى البسيط المكافح للحصول على لقمة العيش بعيدًا عن أى حسابات أو توازنات أخرى. وكم كان هذا الموقف النبيل للقيادة السياسية مؤثرًا على وجدان كل أب وأم وأسرة فلسطينية تعيش فى ظل ظروف وضغوط كثيرة، وكانت أول يد امتدت إليهم هى تلك اليد الحانية لمصرنا الغالية وزعيمها الإنسان الذى يسعى دائمًا لتحقيق أمن وأمان الوطن ولا يألو جهدًا أن يشمل هذا السعى جميع الدول العربية بصفة عامة وفلسطين بصفة خاصة؛ نظرًا للروابط التاريخية والجغرافية التى تربطنا بتلك الدولة المكلومة.
فعلًا.. لقد أصبح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى هو صوت الأمة العربية وضميرها القومى الحقيقى.
وتحيا مصر