بعد مطالبة الكونجرس بإغلاقه..
«حان وقت الإغلاق».. انتفاضة من نواب بالكونجرس ضد «جوانتانامو»
"بقعة تلطخ سمعة البلاد".. استياءٌ أعرب عنه نواب ديموقراطيون في الكونجرس الأمريكي، إزاء استمرار معتقل جوانتانامو الذي احتجز خلف قضبانه مئات المعتقلين منذ افتتاحه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001.
ودعا نواب الكونجرس، الرئيس جو بايدن، أمس الخميس، إلى إغلاق معتقل جوانتانامو وإنهاء ملفات المعتقلين الـ 39 المحتجزين فيه في إطار "الحرب على الإرهاب"، وذلك إما بالإفراج عنهم أو تقديمهم للمحاكمة أمام المحاكم الفدرالية.
وتأتي دعوة نواب الكونجرس الأمريكي، للرئيس بايدن، قبل أسابيع من ذكرى أحداث 11 سبتمبر، حيث وقّع 75 نائبًا أميركيًا رسالة مفادها أن المعتقل الذي تديره قوات البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو في كوبا بات في حالة سيئة ومكلفة ومصدر حرج للبلاد في مجال حقوق الإنسان.
وجاء في نص الرسالة أن "سجن جوانتانامو احتجز نحو 800 سجين على مدار تاريخه، لكنه حاليًا لا يضم سوى 39 رجلًا، العديد منهم أصبحوا مسنين وعاجزين بشكل متزايد".
وأضافت: "وفقا للتقارير، يكلف تشغيل السجن أكثر من 500 مليون دولار سنويًا، بكلفة سنوية صادمة لكل سجين تبلغ 13 مليون دولار في العام".
ووصفت رسالة النواب الديمقراطيين استمرار العمل بالمعتقل، بأنها "بقعة تلطخ سمعة البلاد وتقوض قدرتها على الدفاع عن حقوق الإنسان وحكم القانون".
وكتب الأعضاء في الرسالة: "نطلب منك، وأنت تتخذ الخطوات الضرورية لإغلاق السجن في نهاية المطاف، أن تتحرك على الفور لخفض عدد نزلائه وضمان أن يلقى المحتجزون الباقون معاملة إنسانية مع زيادة الشفافية في إجراءات اللجنة العسكرية الخاصة بجوانتانامو".
افتتاح جوانتانامو
افتتحت السلطات الأميركية المعتقل أواخر عام 2001 مع قيامها بحملة دولية لاعتقال عناصر تنظيم "القاعدة" والمتواطئين معها في هجمات 11 سبتمبر وغيرها من الهجمات ضد منشآت أميركية.
ويقع معتقل جوانتانامو في خليج جوانتانامو وهو سجن سيء السمعة، وبدأت السلطات الأمريكية باستعماله في عام 2002، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين، ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، وذلك في أقصى جنوب شرق كوبا.
وتم استخدام قاعدة جوانتانامو العسكرية من قِبَل الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، كمعتقل لقيادات وأعضاء تنظيم القاعدة إبان الحرب على الإرهاب بأفغانستان، لتفكيك التنظيم وحركة طالبان التي تستضيفه.
تعهد أوباما
وتعهد الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، بعد قليل من توليه الرئاسة في عام 2009 بإغلاق المعتقل خلال عام واحد، إلا أنه لم يتمكن من الوفاء بوعده، وظل جوانتانامو مفتوحًا بعد خمس سنوات
وكان يتعين على الرئيس أوباما الحصول على موافقة من الكونجرس لإغلاق المعتقل، إلا أن كثير من الجمهوريين ساندوا قرار الإبقاء على المعتقل.
قرار ترامب
وفي يناير 2018، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ء في خطابه الأول عن حالة الاتحاد أمام الكونجرس، إنه وقع مرسومًا لإبقاء معتقل جوانتانامو مفتوحًا، لينهي بذلك كل محاولات إغلاقه وتحديدًا خلال ولاية سلفه باراك أوباما.
واعتبر ترامب أنه من الضروري إبقاء هذه المنشأة السجنية مفتوحة لاحتجاز "الإرهابيين".
عدد المحتجزين
ومع تولي بايدن الرئاسة، كان هناك 40 رجلًا لا يزالون داخل المعتقل، قبل أن يفرج عن أحدهم ويتم ترحيله إلى المغرب في يوليو، كما تمت الموافقة على إطلاق سراح 10 آخرين وإعادتهم إلى بلادهم أو نقلهم لبلد ثالث، إلا أن 12 معتقلًا منهم يخضعون لمحاكمة عسكرية بطيئة، ومن بينهم خالد شيخ محمد الذي يوصف بأنه مهندس هجمات سبتمبر، فيما تمت إدانة اثنين على مدى عقدين.
أما الـ19 الآخرين فلم يتم توجيه تهم إليهم أو الإفراج عنهم، وبعد مماطلة خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب، بدأت المحاكم العسكرية في عقد جلسات استماع مرة أخرى الشهر الماضي، وفي سبتمبر، من المقرر استئناف قضية خالد شيخ محمد بجلسة استماع تمهيدية.