محمد الرز: اللبنانيون ينظرون إلى دور عربى بقيادة مصر لحل أزمتهم

قال الكاتب اللبناني محمد الرز، إنه لم تمر أزمة على لبنان في تاريخه الحديث- أي منذ استقلاله قبل 75 عاما وحتى الآن- إلا وكان لمصر دور أساسي في إنهائها.

أزمات وقفت مصر بجانب لبنان

وأضاف الرز في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "مصر وقفت إلى جانب لبنان بدءا من ضغط حكومة النحاس باشا على فرنسا عام 1943 لإنجاز الاستقلال الوطني اللبناني، أو بتدخلها عام 1960 لإطفاء نيران الفتنة قبل توسعها في لبنان، وتحقيق مصالحة وطنية وإصلاحات إدارية أو لإنهاء تقاتل الجيش اللبناني عام 1969، مع المنظمات الفدائية الفلسطينية"، لافتا إلى أن بذلك كانت تواصل مساعيها لإنهاء الحرب الأهلية في لبنان، والتي امتدت 15 عاما من خلال اتفاق الطائف للوفاق الوطني عام 1989.

وتابع: "وصولا إلى إصلاح الفرق الفنية المصرية شبكات الكهرباء والماء وإعادة بناء الجسور خلال ستة أشهر بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 والقائمة تطول".

دور مصر بعد تفجيرات المرفأ

وأشار السياسي اللبناني إلى أنه خلال العام الماضي، بعد الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت، بادرت مصر بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى تسيير جسور بحرية وبرية وجوية إلى الشعب اللبناني، مضيفا: "ونقلت كل متطلبات الإغاثة والدواء وإعادة الإعمار ومساعدات غذائية إلى تقديمات كبيرة خاصة بالجيش اللبناني بما يوازي كل المساعدات العربية والدولية، فضلا عن عرضها إنشاء محطات توليد كهرباء بمدة قياسية وبأقل الأسعار (حوالي ملياري دولار) خلال ستة أشهر، ويستطيع لبنان بيع ما يفيض عنه بعد سنة لكن هذا العرض اصطدم بالطبقة الحاكمة في لبنان وفسادها". 

ولفت إلى إرسال مصر وفدا إلى لبنان برئاسة وزير الخارجية سامح شكري ليعرض إمكانيات مصر في حل الأزمة السياسية على قاعدة الدستور اللبناني ولم يكن هناك جواب من الطبقة الحاكمة حتى الآن، قائلا: "وقد التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولين لبنانيين عدة مرات وقائد الجيش اللبناني، ووعد بتشكيل محور عربي يعمل على استعادة تطبيق الدستور بموجب خارطة طريق تفتح المجال أمام عودة لبنان إلى محيطه العربي بعيدا عن التورط في الصراعات الإقليمية وتشكيل حكومة من أخصائيين مستقلين يتصفون بالخبرة والنزاهة، وهو ما أكد عليه الرئيس السيسي في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا أمس لدعم لبنان".

واختتم حديثه قائلا: "لا شك في أن معظم أطياف المجتمع اللبناني، ينظرون بأمل كبير إلى دور عربي تقوده مصر يفتح طريق الإنقاذ ويجنب لبنان الانهيار إلى ما هو أسوأ".