سفير روسيا بالقاهرة: موسكو مستعدة للمساعدة فى إيجاد حل لأزمة سد النهضة
أكد جيورجي بوريسينكو سفير روسيا بالقاهرة، اليوم الخميس، أن موسكو تعرف مدى جدية التحدي الذي يواجه مصر في ضمان سلامة المياه، وأن هذه مشكلة وجودية حقًا لبلد ظل فيه النيل مصدر المياه العذبة الوحيد لآلاف السنين ويوفر اليوم حياة لسكان يزيد عددهم على 100 مليون نسمة، لذلك فإن روسيا تتفهم مخاوف الأصدقاء المصريين بشأن بناء سد النهضة الإثيوبي.
وأضاف في بيان نشرته السفارة الروسية بالقاهرة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل فيسبوك، أنه لطالما دافعت روسيا وما زالت تدعو إلى تسوية عادلة للنزاع حول هذا السد مع مراعاة مصالح مصر والسودان وإثيوبيا بشكل كامل، مضيفا أن موسكو مقتنعة بأن هناك حلولا ترضي جميع الأطراف وأنه يمكن وينبغي إيجادها بين الجيران التي ستسمح للدول الثلاث بتنفيذ برامج التنمية الوطنية في جو يسوده حسن الجوار والسلام والاستقرار.
وقال إن روسيا على استعداد للمساعدة في هذا الجهد، بما في ذلك العمل مع أديس أبابا للتوصل إلى اتفاق مقبول للطرفين على طاولة المفاوضات.
وتابع السفير في بيانه، أن اللجنة الروسية المصرية للتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي تقدم مساهمة كبيرة في تعزيز التعاون التجاري، وعقد اجتماعها الثالث عشر يومي 23 و24 يونيو في موسكو برئاسة وزيري الصناعة والتجارة من البلدين.
وأضاف، تشمل قائمة المبادرات المشتركة التي تم تنفيذها إنشاء شركة روساتوم الحكومية الروسية بناءً على القرض الذي قدمته أول محطة للطاقة النووية في الضبعة في مصر، مشيرا إلى زيارة وزير الكهرباء والطاقة المتجددة موسكو لإطلاق تصنيع المعدات لمحطة الطاقة النووية هذه، التي ستفي بالمعايير الدولية الأكثر تقدمًا.
واستطرد، يجري تنسيق الإطار القانوني والمعايير الأخرى لإنشاء المنطقة الصناعية الروسية في قناة السويس على قدم وساق، ويمكن لهذا المشروع المصمم لجذب الشركات الخاصة من روسيا أن يجلب ما يصل إلى 7 مليارات دولار من الاستثمارات الجديدة والتقنيات الحديثة وآلاف الوظائف الإضافية للاقتصاد المصري.
وأشار السفير في بيانه إلى أنه تقليديا فالعلاقات المصرية الروسية في المجال العسكري قوية، وقد توسعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة بفضل العمل الإيقاعي للجنة الحكومية الدولية الثنائية الخاصة بقيادة وزراء الدفاع، التي من المقرر عقد اجتماعها العادي في أغسطس، جنبا إلى جنب مع نقل الأسلحة الروسية الأكثر فعالية إلى مصر، يتم إجراء تدريبات مشتركة بانتظام، على وجه التحديد، في نوفمبر 2020، تمت المناورات البحرية «جسر الصداقة» في البحر الأسود، حيث وصلت السفن الحربية المصرية عبر مضيق البوسفور والدردنيل.
وأكد السفير الروسي أن موسكو تسعى جاهدة لتوحيد الجهود في مواجهة فيروس كورونا باعتباره تحديًا عالميًا جديدًا، حيث كانت روسيا أول دولة تسجل لقاحًا ضد هذه العدوى الخطيرة، وتم بالفعل تسليم عدة دفعات من لقاح "سبوتنيك في" إلى مصر، ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذه الأداة عالية الفعالية في القاهرة نفسها من خلال توفير التكنولوجيا اللازمة.
وقال إن الدافع إلى تطوير العلاقات الثقافية والاتصالات العامة يهدف إلى تنفيذ ما أعلنه الرئيسين السيسي وبوتين تحت اسم عام التعاون الإنساني بين روسيا ومصر، حيث افتتح برنامج العام بكلمة في أوبرا القاهرة في 18 يونيو لمجموعة الفولكلور الروسي الشهير Birch، وبحلول ربيع 2022، سيتم تنظيم أكثر من 100 حدث في كلا البلدين، مما سيسمح للروس والمصريين بالتعلم بشكل أفضل وفهم بعضهم البعض.
وتابع أنه من المؤكد أن اتفاق السيسي وبوتين على استئناف الاتصالات الجوية المباشرة بين المدن الروسية والمنتجعات المصرية على البحر الأحمر مفيد للغاية، فبعد الاستعدادات الجادة من الجانبين، تبدأ أولى الرحلات المنتظمة إلى الغردقة وشرم الشيخ في 9 أغسطس، وإذا سمحت ظروف الوباء، فستزداد وتيرة الرحلات بسرعة.
وأكد أنه يتوقع أن السياح الروس الذين يتذكرون الضيافة المصرية التقليدية ويفتقدون البحر الأحمر حقًا ينتظرون إجازة آمنة ومريحة، وسيؤدي ذلك إلى فتح فرص هائلة للتفاعل في صناعة السياحة.
وقال السفير إن مواقف موسكو والقاهرة متقاربة أو متطابقة، مما يشكل أساسًا طبيعيًا للحوار البناء، جنبا إلى جنب مع مصر، تحافظ موسكو بخط لدعم عمليات حفظ السلام متعددة الأقطاب، ويعمل البلدان عن كثب في الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى ذات الصلة، والتضامن مع التهديدات الخطيرة، بما في ذلك الإرهاب الدولي.