على جمعة: جميع الأديان دعت إلى العفاف خاصة الإسلام
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن جميع الأديان وخاصة الإسلام دعت إلى العفاف، واتفق عليه العقلاء من البشر فلم يكن أبدًا عبر العصور والدهور المختلفة حتى عصرنا الحاضر محلًا للاجتهاد، بل كان محلًا للاتفاق، سواء أقام الشخص به في نفسه أم لم يقم، فإن الجميع يعلمون أن العفاف بكل جوانبه من أساسيات هو أصل في بناء المجتمع البشري، ومن أسباب تقدمه ورقيه.
وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلًا: إن حضارة الإسلام تهتم بفكرة العفاف، ففي القرآن نجد الأمر بِغَضِّ البصر عن العورات والمحرمات، قال تعالى: (قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:٣٠]، وقال رسول الله ﷺ: «النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها من خوف الله أثابه جل وعز إيمانًا يجد حلاوته في قلبه» (رواه الحاكم في المستدرك).
وقال بعض الظرفاء، إلهي ليس للعشاق ذنب.. لأنك أنت تبلو العاشقين فتخلق كل ذي وجه جميل وبه تسبى قلوب الناظرين، وتأمرنا بِغَضِّ الطرف عنهم، كأنك ما خلقت لنا عيونا فكيف نغض يا مولانا طرفًا إذا كان الجمال نراه دينًا.
وأوضح "جمعة" قائلًا: هذا الجدل يظهر الفجوة الواسعة بين النموذج الحضاري الإسلامي القائم على العفاف وبين غيره من النماذج المعرفية الأخرى التي تفتقد العفاف ولا تضعه في مقدمة أولوياتها.
واهتم الإسلام كذلك بحفظ الفرج، ومن هنا جاء مفهوم العورات التي أمر ﷺ بسترها، كما جاء في حديث بهز بن حكيم قال: حدثني أبي عن جدي قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: «احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك»، قال: قلت: يا رسول الله، فإذا كان القوم بعضهم في بعضا قال: «إن استطعت ألا يرى أحد عورتك فافعل»، قلت: فإذا كان أحدنا خاليًا! فقال: «فالله أحق أن يستحيا من الناس». (رواه النسائي في سننه الكبرى).