أكدت أن الطبيعة السرية للجماعة تمثل مشكلة لجميع البلدان الأوروبية
«ذا ناشونال» تشيد بإجراءات النمسا لمحاربة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي
أشادت صحيفة “ذا ناشونال”، بالإجراءات التي تتخذها النمسا لمحاربة لمحاربة جماعات الإسلام السياسي وفي مقدمتها الإخوان، ووصفتها بـ “الرائدة” مقارنة بسياسات جيرانها في أوروبا، مؤكدة أن أيديولوجية الجماعة تمثل مشكلة بالنسبة للعديد من البلدان في القارة العجوز.
ووفقا للصحيفة، أطلقت النمسا الأربعاء الماضي، مبادرة لتحديد وتسجيل المؤسسات الاجتماعية والتعليمية التي تستهدفها المنظمات التي يسيطر عليها جماعات الإسلام السياسي المتطرفة بهدف تحقيق أغراض سياسية.
مركز توثيق الإسلام السياسي ومحاربة خطر الإخوان
ولفتت الصحيفة، إلى أن النهج الجديد يتضمن وضع تلك الجماعات المتطرفة تحت المراقبة من خلال مركز توثيق الإسلام السياسي، الذي أعلنت وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب، عن البدء في تأسيسه في يناير من العام الجاري.
وأضافت أن المركز مسؤول عن مراقبة حركة الإخوان عن كثب، حيث يراقب المؤسسات والمساجد ومنصات التواصل الاجتماعي، وجميع التنظيمات الموالية للجماعة في البلاد، وسيكون بمثابة مورد لسياسة الاندماج في إطار خطة عمل وطنية لدمج وتعزيز الإدماج الاجتماعي للسكان ذوي الأصول المهاجرة.
وأوضحت أن وزيرة الاندماج النمساوية تهدف بتأسيس هذا المركز إلى إنهاء جميع الهياكل الاجتماعية التابعة لجماعات الإسلام السياسي والتي تسعى إلى خلق مجتمعات موازية وتعزز سياسة الانفصالية عن المجتمعات الأوروبية.
ونقلت الصحيفة عن سوزان راب، قولها في اجتماع مع خبراء ومسؤولين: “في إطار محاربة الأيديولوجية الخطيرة للإسلام السياسي، لابد أن يكون هناك تمييز بين الإسلام كدين والإسلام السياسي باعتباره أيديولوجية متطرفة”.
وأضافت إن “الإسلام السياسي هو سم لمجتمعنا وحياتنا الاجتماعية ويجب محاربته بكل الوسائل، ومع إنشاء مركز توثيق الإسلام السياسي، ستكون النمسا رائدة في أوروبا في هذه الأمر”، مؤكدة أن الإجراءات الجديدة ليست موجهة ضد الإسلام نفسه، ولكن فقط ضد “الأيديولوجية المتطرفة للإسلام السياسي”.
محاربة التطرف على الإنترنت والمؤسسات التعليمية
تابعت الصحيفة إن النهج الجديد في النمسا لمحاربة التطرف يشمل: مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي ودمج هذه البيانات مع البحث والتوثيق للتطرف السياسي ذي الدوافع الدينية، مشيرة إلى أن النمسا تتمتع بحضور قوي للمنظمات التابعة لجماعة الإخوان.
َونوهت الصحيفة إلى أن الحكومة النمساوية كانت قد أنشأت هيئات بحثية أخرى لمحاربة الطائفية والعنصرية في الماضي، حيث حذرت الصحف النمساوية الحكومية من مخاطر نشر التطرف في المؤسسات التعليمية او ما يعرف بـ"أجهزة التحكم في الملعب"، عندما يتم غرس التلاميذ والشباب في شبكات تتحكم في نظرتهم وأسلوب حياتهم وتنشر الفكر المتطرف بينهم.
الطبيعة السرية للإخوان
ونقلت الصحيفة على لورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، قوله إن الطبيعة السرية لجماعات مثل جماعة الإخوان كانت مشكلة بالنسبة للعديد من البلدان، مشيرا إلى أن إن نهج النمسا يعد رائدا مقارنة بسياسات جيرانها.
وأضاف ”معظم الدول الأوروبية في هذه المرحلة تناقش الإسلام السياسي". “لسوء الحظ ، شهدنا زيادة في الإرهاب ، وكان الجدل على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية في جميع أنحاء أوروبا هو نمو التحدي من الإسلام السياسي بكل مظاهره”.
كما أشار مهند خورشيد، مستشار الحكومة النمساوية ومدير مركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر في ألمانيا، إلى أنه على الرغم من الأعداد الكبيرة من المنظمات التي يسيطر عليها الإسلام السياسي ، لم تثبت أي دولة بشكل صحيح ما إذا كانت مجموعات مجتمعية معينة تخضع لسيطرة أيديولوجية خطيرة.
وبدأت النمسا في اتخاذ إجراءات صارمة ضد التيارات الإسلامية المتطرفة وفي مقدمتها الإخوان، حيث أعلنت الحكومة ما يعرف ب "خريطة الإسلام السياسي" لتحديد مواقع المساجد والمؤسسات الإسلامية التي يشتبه في تطرفها، حيث حددت الخريطة أسماء ومواقع أكثر من 600 مسجد ومؤسسة وجمعية ومسؤول وروابطهم المحتملة بالإخوان.
وأعلنت النمسا، يوم 8 يوليو الجاري توسيع العقوبات ضد جماعة الإخوان وبقية الجماعات المتطرفة، حيث أقر المجلس الوطني قانونا اتحاديا جديدا يحظر استخدام رموز وشعارات التنظيمات المتطرفة، وفي مقدمتها "الإخوان" و"داعش" و"القاعدة" و الجناح العسكري لحزب الله.