إعلامي لبناني ينصح تونس: مصر أنجح مثال يمكن السير على نهجه
قال الإعلامي اللبناني خير الله خير الله، في مقال نشرته صحيفة “أراب ويكلي” البريطانية، إن الثورة ضد حكم الإخوان في تونس ليس قرارا فرديا من الرئيس التونسي قيس سعيد، وإنما هو مطلب شعبي كما حدث في ثورة 2013 في مصر، عندما أراد الشعب المصري الإطاحة بحكم الإخوان والتخلص من محمد مرسي الذي أثبت فشله في الحكم.
ودعا خير الله تونس أن تحذو حذو مصر في نهجها وثورتها ضد الإخوان، مؤكدة على أن مصر بعد التخلص من حكم الإخوان وفي حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حققت العديد من الإنجازات المشهودة على المستوى العربي والدولي.
وقال خير الله إنه كعادة الإخوان، خرجوا رفضا للثورة الشعبية والانتفاضة ضدهم، وهو ما يؤكد أن هذه الحركة وجماعة الإخوان يرفضون الاعتراف بانهيار تونس على جميع المستويات والتدهور الكبير في الاقتصاد والمستوى المعيشي للمواطن العادي.
وتابع: "هذه الأحزاب التابعة للإسلام السياسي التي رعتها الإخوان المسلمون تعتقد أن الشعارات يمكن أن توفر الخبز وأن الناس يمكن أن يكتفوا بالحديث عن مستقبل أفضل دون فعل أي شيء لجعل ذلك حقيقة واقعة".
وأكد خير الله، أن قيس سعيد ليس من تحرك ضد النهضة حيث قاد الرئيس التونسي هذه الخطوة، ولكن الذي تحرك ضد النهضة هو الدولة العميقة في تونس بأجهزتها ومؤسساتها ومجتمعها المدني وشعبها.
وأشار إلى أن حركة النهضة حتى الأن عجزت عن إثارة الشارع التونسي وتحريضه على الإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي الذي انتخب بأغلبية شعبية تزيد على 70%.
أزمات تونس
وتمر تونس حاليًا بمرحلة انتقالية مهمة للغاية، حيث تعاني من عدد من الأزمات، وفي مقدمة هذه الأزمات الاقتصاد ووباء كورونا، الذي كشف هشاشة وعدم كفاءة حكومة هشام المشيشي، حيث دمر الوباء البلاد.
واكتشف التونسيون أن المشيشي لم يكن سوى أداة استخدمها حزب النهضة لشل مبادرات الرئيس قيس سعيد ومؤسسات الدولة.
جماعة الاخوان في مصر وتونس
وقال خير الله إن ما يحدث في تونس الان في 25 يوليو2021 يشبه لحد كبير ما حدث في مصر في 30 يونيو 2013.
وأكد أن ما حدث في 30 يونيو 2013 كان ثورة شعبية حقيقية حررت مصر من خطر الإخوان وضيق أفقها والرئيس الراحل المعزول محمد مرسي، الذي كان رجلاً محدوداً لا يليق بمصر والمصريين.
وقال إن ما حدث في مصر سمح لها بالخلاص، وساد صوت العقل في مصر، وهذا ما يؤكده التقدم الذي تم إحرازه في كافة المجالات منذ عام 2013، حيث نهضت مصر على قدميها وتعافت، وهي عادة مصر القوية.
وأضاف خير الله: "سيتعين على تونس أن تحذو حذو مصر، سيتوقف الكثير على قدرة مؤسسات الدولة العميقة على السير في نهاية الحالة التي أدت الى تراجع الدولة".
وتابع: “تونس بحاجة إلى استعادة الجانب المشرق من ماضيها، من الواضح أن حركة النهضة لم تكن قادرة في أي وقت على تقديم أي مساهمات إيجابية لتونس، لقد اقتصرت على السعي الخبيث للسلطة، وبالتأكيد فوجئت الحركة الإخوانية بقيس سعيد وعزمه على أخذ زمام المبادرة ووضع حد للفوضى التي أرادت حكومة المشيشي نشرها، حتى يتمكن راشد الغنوشي من لعب دور الحكم بين الرئيس ورئيس الوزراء في كل منهما”.
واختتم مقاله قائلا: "نعم، مصر مثال يمكن لتونس أن تسير على خطاه"