القمة الأردنية القبرصية اليونانية تؤكد على «حل الدولتين» لتسوية الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى
أعلنت القمة الثلاثية "الأردنية القبرصية اليونانية" في أثينا، عن تقديم الدعم من أجل التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، ودعم الحكومة العراقية في مساعيها لحماية وحدة البلاد وأمنه واستقراره، كما عبر قادة القمة عن التزامهم بحل سياسي ينهي الصراع في ليبيا، وكذلك التزامهم بسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
جمعت القمة الثلاثية في أثينا اليوم الأربعاء، العاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، معلنين عن الاتفاق على تعزيز الشراكة الفاعلة ضمن إطار آلية التنسيق الثلاثي، وتدعيم التعاون والتنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، والمجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة في فترة ما بعد جائحة كورونا.
أصدرت القمة الثلاثية بيانًا مشتركًا - نقلته وكالة الأنباء الأردنية اليوم الأربعاء - تضمن إشادة اليونان وقبرص، بدور الأردن في استعادة التهدئة ووقف الاعتداءات في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد قادة القمة الثلاثية، ضرورة اكتساب الاتحاد من أجل المتوسط - في ظل الرئاسة المشتركة بين الأردن والاتحاد الأوروبي - أهمية كبيرة في دعم التنسيق وتعزيز الأهداف المشتركة، مشددين على أهمية التقارب الجغرافي والإرث الثقافي الغني بين الدول الثلاث، وتشجيع المساعي الجديدة للبناء على ديناميكيات التحول الرقمي في البلدان الثلاثة.
واتفق قادة القمة على إعادة إطلاق الاجتماعات القطاعية بين الدول الثلاث التي توقفت بسبب جائحة كورونا، مشددين على الالتزام بحماية وتعزيز التراث التاريخي والثقافي الغني للمنطقة والتراث المشترك للبشرية.
استعرض قادة الأردن وقبرص واليونان، ما تم إحرازه من تقدم في إطار الشراكة وعلى مدار القمتين الثلاثية السابقتين والاجتماعات الوزارية، واتفقوا على استكشاف المزيد من الفرص للبناء على ما تم تحقيقه من تقدم وتعزيزه، مؤكدين أهمية دور السكرتارية الدائمة للآلية التي أنشئت في نيقوسيا لتسهيل التعاون الثلاثي.
وحول التداعيات السلبية لجائحة كورونا على الاقتصاد العالمي، أجمع القادة الثلاث على أهمية التكامل الدولي في المهارات والموارد والمبادرات ضمن إطار جديد محفز للنمو يتيح بناء روابط متماسكة ومستدامة، ويعزز الروابط الإيجابية بين الدول نحو الازدهار للجميع، مشجعين مساعي البناء على ديناميكيات التحول الرقمي في بلدانهم، للحد من التحديات والصعوبات الناجمة عن القيود المتعلقة بالجائحة.
وجدد القادة التأكيد على دعمهم للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، فيما أعربت اليونان وقبرص عن دعمهما للدور المهم للعاهل الأردني (الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس)، في حماية الأماكن المقدسة والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، مشيدين بالدور الأردني في استعادة التهدئة ووقف الاعتداءات في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وناقشت القمة الثلاثية، القضية القبرصية، بما في ذلك التطورات الأخيرة في فاروشا، وبيان رئاسة مجلس الأمن للأمم المتحدة، مؤكدين دعمهم لتسوية عادلة وشاملة وقابلة للحياة لقضية قبرص، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والقانون الدولي، وضرورة وقف جميع الخطوات والإجراءات الأحادية التي تقوض جهود التوصل إلى حل سلمي متفق عليه.
وأشار القادة إلى أهمية دور قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام بقبرص في الحفاظ على السلم والاستقرار موضحين أن التوصل إلى تسوية شاملة للقضية القبرصية ستصب في مصلحة الشعب وتسهم في دعم السلم والاستقرار للمنطقة.
وشدد قادة (الأردن وقبرص واليونان) على أن استقرار وازدهار منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط أولوية استراتيجية لدول المنطقة، داعين الجميع إلى احترام سيادة الدول وسلطة كل منها على نطاقها البحري وفقًا للقانون الدولي، وخاصة قانون البحار، مشددين على أهمية الانخراط في مفاوضات وحوار مثمر، طبقاً للقانون الدولي.
وأكد القادة التزامهم التام بمواجهة خطر الإرهاب والتطرف العنيف، واتفقوا على تعزيز التعاون بهدف مساندة الجهود الدولية في هذا الإطار، بما في ذلك مبادرة "اجتماعات العقبة" المحورية، التي أطلقها الملك عبد الله الثاني عبر الفهم العميق لأسباب التطرف العنيف وتحليل عوامله، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات المتزايدة مثل إساءة استخدام شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لأهداف تدعم الإرهاب.
وعبرت القمة الثلاثية عن دعم الحكومة العراقية في مساعيها لحماية وحدة البلاد وأمنه واستقراره، وتحقيق آمال الشعب في تحقيق المزيد من التقدم والازدهار، ووقوفهم إلى جانب العراق في عملية إعادة البناء وتعزيز الاستقرار.
وحول ليبيا، عبّر القادة عن التزامهم بحل سياسي ينهي الصراع على أساس قراري مجلس الأمن رقم 2570 و2571 (2021)، بالإضافة إلى جميع قرارات المجلس ذات الصلة وعزمهم على المساعدة في استعادة الاستقرار، والأمن، والازدهار إلى ليبيا، مرحبين بمخرجات ملقى الحوار وعبروا عن دعمهم لجهود الحكومة الانتقالية في عقد الانتخابات بموعدها، ومشددين على أهمية الانسحاب التام للقوات الأجنبية، والمقاتلين، والمرتزقة.
كما عبر القادة عن التزامهم بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مؤكدين ضرورة إحراز التقدم نحو تحقيق حل سياسي للصراع وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254 (2015)، ما يفضي إلى السلام والاستقرار والأمن للشعب السوري ويقود إلى العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين والنازحين، مشددين على أهمية استمرار الدعم الدولي للدول المضيفة للاجئين لمساعدتها في جهودها الرامية إلى تلبية احتياجاتهم.