بعد 37 عاما على رحيله.. عبد الرحيم منصور «ما زال الشعر على الربابة يغني»
«يا صرخة القلب كوني.. كوني يا صرخة شموس.. واوعي يا صرخة تهوني.. تهون معاكي النفوس».. من صرخات الشاعر الجنوبي عبدالرحيم منصور التي لا زال صداها يرن في صوت كل من قدمهم في المشهد الغنائي العربي.
يظل اسم عبدالرحيم منصور أحد أبرز الأصوات الشعرية الغنائية التي ظلت كلماتهم تأتي من الماضي لتحجز مكانها في حاضرنا برقتها وعذوبتها، وتقفز إلى المستقبل عبر رهان الأكثر قربا من ذوق الناس والتعبير عنهم في كل أحوالهم من الحزن للانتصار.
سيرة «منصور» تشير إلى أنه رحل في مثل هذا اليوم 28 يوليو عام 1984، ولا تزال روحه حاضرة رغم غياب الجسد، بأغانيه البديعة والمتفردة التي طغت على قصائده البسيطة والأصيلة.
وأشار مواطنه الشاعر الجنوبي عبد الرحيم طايع، إلى أن بداية اكتشاف «منصور» كان على يد الكاتب لويس جريس، وذلك أثناء جولته في الجنوب المصري لاكتشاف المواهب لتقديمها في مجلة صباح الخير، تحت عنوان «المعذبين بالفن» وعثر أثناء جولته على الشاعر عبد الرحيم منصور، الذي يكتب بالعامية.
بدأ عبد الرحيم منصور مع مجدى نجيب وعبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب في بث أشعارهم العامية عبر الإذاعة، وكان الناس يعشقون هذا النوع من الشعر، الذي أصبح على كل لسان وخصوصاً البسطاء، لأنه كان يستخدم لغة حياتهم اليومية.
أغلب الأجيال الجديدة تعرف أن ثمة ثالوث إبداعي مقدس جاء من الجنوب وتحديدا قنا "أمل دنقل، يحيى الطاهر عبد الله، عبد الرحمن الأبنودي"، ولكن هناك المنسي الحاضر عبد الرحيم منصور الذي يمكن أن يحول الثالوث كضلع رئيسي وبارز ومؤثر في المشهد الغنائي المصري بما قدمه من كلمات ليكون الثلاث مربع الجنوب الهادر بالأغنية والقصة والشعر.
قدم عبد الرحيم منصور على مدار مشواره العديد من الأغنيات التي ما زالت تقفز مثل الأطفال، ما زالت نضرة وطازجة، منها أنا “على الربابة بغني، شجر الليمون، اتمايلى، ربك هوا العالم، يا وعدي على الأيام، يا عشرة تهونى ليه، ماشي غريب، مال المقادير، ماليش طريق يحس بيا”.