الشيخ الشعراوي يكشف.. كيف درب الله سيدنا موسى على السحر؟
قال الشيخ محمد متولى الشعراوي، الداعية الإسلامي الشهير رحمه الله: درب الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى تدريبا عمليا على السحر قبل لقائه مع السحرة، على كل ما سيتعرض له، سواء معجزة تحول العصا إلى حية حقيقية أو السحر الذي سيتعرض له في لقائه مع سحرة فرعون، ولكن ماذا حدث عندما واجه موسى عليه السلام سحرة فرعون؟ يقول الحق سبحانه وتعالى:" قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يُخيل إليه من سحرهم أنها تسعى".
وأضاف الشيخ الشعراوي في كتابه “السحر والحسد”، أنه لابد أن نلتفت هنا إلى قول الحق سبحانه وتعالى "يُخيل إليه" أى موسى عليه السلام خُيل إليه أن العصى والحبال التي ألقاها سحرة فرعون قد تحولت إلى حيات، أى أن السحرة سحروا عيني موسى حتى رأى الحبال والعصى التى ألقوها على شكل حيات، ولم يرها حبالا وعصيا على حقيقتها، ويؤكد هذا قول الله تعالى: "فأوجس في نفسه خيفة موسى".
وتابع: أى أن موسى عليه السلام أحس بالخوف، وهذا دليل على أن عينيه سحرتا، ولو أنه كان يرى حبال وعصى سحرة فرعون على حقيقتها كحبال وعصى، لما أحس بالخوف؟ ولماذا يحس بالخوف وهو يرى أمامه حبالا وعصيا ألقيت!
وأشار إلى أنها ظلت كما هى دون أن تتغير طبيعتها، لابد أنه رآها على الشكل الذي أراد سحرة فرعون أن يتخيلها عليها، ولا يمكن أن يحدث ذلك، ويتخيل موسى عليه السلام، أن الحبال والعصى تحولت إلى حيات، إلا أن يكون سحرة فرعون قد سحروا عينيه، ولأنه رسول الله، ثبته الله سبحانه وتعالى :" قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد سحر ولا يفلح الساحر حين أتى".
وأردف قائًلا: إذن فالحق سبحانه وتعالى حين سُحرت عينا موسى ثبته بالوحى، وطلب منه إلا يخاف ويلقى عصاه لتتم المعجزة، وقد حدث ذلك رغم تدريب الحق جل جلاله لموسى على كل ما سيحدث مع السحرة سواء معجزة تحول العصا إلى حية، أو التخيل الذي سيحدث له، وليس هذا عيبا، فموسى بشر رسول، وهو محكوم بقوانين بشريته ولكنه مؤيد من الله سبحانه وتعالى مثبت منه.