«تدفق= حياة».. خبراء يوضحون أهمية المبادرة الجديدة للتصدي لخطر الجلطات الوريدية
مبادرة جديدة أطلقتها الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية تحت شعار "تدفق= حياة" كان الهدف منها الوقاية والحد من الجلطات الوريدية القاتلة؛ والتي شدد على خطورتها نائب رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية أن الجلطات الوريدية قد تودي بحياة المريض أثناء تلقيه الرعاية الصحية عقب العمليات الجراحية خاصة تلك التي تؤثر على حركة المريض بعد إجراءها، إلا أن هذا النوع من الجلطات يعد أكثر مسبب للوفاة يمكن منعه من خلال الالتزام ببعض الإجراءات التي تضمن القياس المستمر لمستويات الخطورة وفقا لحالة المريض.
استطلعت "الدستور" آراء عدد من أطباء الأوعية الدموية للوقوف على مدى خطر الجلطات الوريدية وكيف يمكن تفاديها وسبل الوقاية منها وأكثر الفئات المعرضة لها.
عدم الاكتشاف المبكر للجلطات الوريدية يسبب خطر الوفاة
في البداية يجيب الدكتور حمدي أبو النيل، استشاري ومدرس جراحة وقسطرة الأوعية الدموية، أن خطر الجلطات الوريدية تسبب تورم في القدمين بشكل يؤثر على حيويتها ودمويتها ويتسبب لها في حدوث جلطة وأحيانًا يتم بتر الطرف نفسه، ومن الممكن أن تؤثر على شرايين الرئة مسببة لها جلطة وتؤثر على حياة الانسان وتعرضه للخطر كل هذا يحدث إذا تم إهمال العلاج ولم يتم اكتشافها ومعالجتها مبكرًا.
وعن سبل الاكتشاف المبكر لخطر الجلطات الوريدية أوضح أبو النيل، في تصريح لـ"الدستور"، أنه من خلال الشكوى أو تعرض المريض لوجع في أطرافه وتورمها وألم شديد فيها، ومعظم المرضى يتوجهون إلى تخصصات مختلفة غير تخصص الأوعية الدموية منها تخصص العظام أو الباطنى.
وأضاف أن طبيب العظام أو الباطنى إذا لم يشتبه في تعرض المريض لخطر الجلطات الوريدية وتم تحويله إلى تخصص الأوعية الدموية أو وجه المريض لعمل أشعة موجات فوق صوتية من الممكن أن التشخيص لا يتم في الوقت المناسب وهنا تتعرض حالة المريض للخطر.
وأشار أبو النيل إلى أن خطر الجلطات الوريدية لا يقتصر على فئة دون أخرى إما نتيجة جلطات وراثية أو بسبب عدم التحرك بشكل مستمر مثل كبار السن على سبيل المثال، وكذلك بعض أصحاب الأمراض المزمنة أو من قام بإجراء عملية جراحية ولم يحصل على جرعات وقائية من أدوية السيولة.
وعن متى يتوجه المريض لطبيب الأوعية الدموية لتجنب خطر الجلطات الوريدية، قال استشاري الأوعية الدموية إنه يجب التوجه الفوري بمجرد حدوث ورم ووجع بشكل مفاجئ في أطرافه، وكذلك عند تحويله من أطباء التخصصات المختلفة لتخصص الأوعية الدموية ولا يتم تجاهل الأمر حتى لا يتعرض لهذا الخطر.
خطر الجلطات الوريدية في أوردة البطن أو الأوردة الرئوية
وأكد كلامه الدكتور إيهاب الحفني، الرئيس السابق لقسم القلب والأوعية الدموية بطب الأزهر، أن خطورة الجلطات الوريدية ترتبط بمكان حدوثها والتي قد تحدث في القدمين أو أوردة البطن أو الأوردة الرئوية وأخطرها ما يحدث في الشرايين الرئوية، وهو ما يؤثر بشكل كبير على عملية التنفس؛ حيث إنها تقوم بسد سريان الدم المتدفق إلى الرئة، متابعًا أن تجلطات القدمين هي الأكثر شيوعًا لأنها تؤدي إلى تورم والتهاب مما يضر بجدار الوريد أو إنها قد تتحرك فتتصل إلى الشريان الرئوي.
وأوضح الحفني، في تصريح لـ"الدستور"، أنه في حالة جلطات القدمين يشعر المريض بتورم وألم في أحد قدميه، ويعد ذلك مؤشرًا خطيرًا ينبغي على المريض التوجه للطبيب المعالج، أما في حالة التجلطات الرئوية يشعر بصعوبة في التنفس وزيادة معدل ضربات القلب.
وعن أسباب حدوث الجلطات، ذكر رئيس قسم القلب والأوعية الدموية، أن منها عدم الحركة والسفر لساعات طويلة وبعض أنواع حبوب الحمل فضلًا عن الحمل نفسه؛ لإنخفاض نسبة السيولة في الدم، مستطردًا أن هناك بعض الحالات لم يكن لديهم سببًا واضحًا لحدوث الجلطات الوريدية.
وأخيرًا عن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات الوريدية قال الحفني إنهم فئات السيدات وكبار السن الأكثر خطرًا للإصابة بالجلطات الوريدية، لذلك يجب عليهم الحذر التام والتوجه للكشف بمجرد شعورهم بأي أعراض مرضية مفاجئة.
عدم الحركة والنشاط وقلة المياه خطر بطيء للإصابة بالجلطات الوريدية
وقال الدكتور ياسر يحيى، طبيب أوعية دموية، إن الإصابة بخطر الأوعية الدموية غير مرتبط بفئة معينة بل قد يعتمد على أنشطة بعينها فعلى سبيل المثال تجبير القدمين لفترة طويلة دون الحصول على الأدوية الوقائية للسيولة يعرض المريض لهذا الخطر، كذلك عدم الحركة والنشاط وقلة تناول شرب المياه هذه أيضًا تمثل أسباب مباشرة للإصابة بخطر الجلطات الوريدية بمرور الوقت.
وأوضح يحيى، في تصريح لـ"الدستور"، أن هناك بعض الحالات تمتاز بالنشاط كالشباب والرياضيين وصغار السن ورغم ذلك تصاب بالجلطات الوريدية بشكل مفاجئ، ويرجع السبب في ذلك لإرتفاع جين التجلط، مشيرًا إلى أنه ظهرت في الفترة الأخيرة بعض الحالات التي تعاني من التجلطات الرئوية إزاء إصابتهم بفيروس كورونا.