أيمن حمزة: مصر أصبحت مركزا محوريا لتبادل الطاقة في المنطقة (حوار)
قال الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، إنه في الماضي كان هناك عدم استقرار في التغذية الكهربائية، بسبب العجز في القدرات وكثرة الأعطال الدائمة والمتكررة، وبلغ حجم تخفيف الأحمال نحو 6 آلاف ميجاوات، وذلك في العام 2014، وما قبل ذلك في العام 2008، كان هناك عجز في القدرات تسبب في تخفيف الأحمال، وذلك نتيجة عجز في إنتاج الطاقة الكهربائية.
ولكن الحمل التاريخي الذي سجلته الشبكة القومية لنقل الكهرباء يؤكد الجهود التي بذلها قطاع الكهرباء من أجل تأمين استقرار التغذية الكهربائية لكل الاحتياجات على الجهود المختلفة بداية من العام 2014، مؤكدًا أنه دليلًا آخر على حجم التطور الذي تم في شبكات النقل والتوزيع بقطاع الكهرباء، وكان مردوده الإيجابي في قدرة الشبكة القومية على استيعاب الأحمال الزائدة عن المعتاد والتي بلغت 32 ألفًا و400 ميجاوات.
وإلى نص الحوار:
• هل تصف لنا الوضع قبل العام 2014؟
تدرجًا مع سيناريو تخفيف الأحمال التاريخي منذ العام 2008، كانت المناطق النائية والقرى والنجوع في المحافظات هي التي تشهد تخفيف الأحمال، وذلك بعيدًا عن القاهرة الكبري التي كانت معفاة من هذا البرنامج الذي عانت منه بعض المدن في المحافظات بالوجه القبلي البحري.
وتزايد الوضع وتفاقم وازداد سوءًا تدريجيًا إلي أن وصلنا إلى عام 2014، إذ شهدت المدن الكبرى وعواصم المحافظات انقطاعات للتيار الكهربائي، ودخلت في مرحلة الإظلام، وأصبح هناك إعلان عن مؤشرات الأحمال ومعدلات الانقطاعات في كل مصر، وكان هناك مفاضلة في أولويات في إمداد الطاقة الكهربائية إلى المنشآت الحيوية.
• هناك أدوار قام بها قطاع الكهرباء في تأمين واستقرار و استمرارية التغذية الكهربائية.. ماذا عنها؟
قامت شركات نقل الكهرباء بدورها على أكمل وجه في تأمين واستقرار واستمرارية التغذية الكهربائية لكل قطاعات الاستهلاك وتلبية الاحتياجات بداية من العام 2014، فيما شهدت شركات التوزيع بعض المعوقات الطفيفة، التي تسببت في ظهور عدد من الانقطاعات على فترات متباعدة، وهذا حقيقة الأمر، أنه مهما وصلت عمليات التطوير والتحديث، لن نصل إلي 100%، ولكن مازالت خطة التطوير مستمرة بهدف الوصول إلى أعلى درجة من الجودة ممكنة.
ويتضح بشكل كبير جدًا حجم التطوير الذي شهدته شبكات النقل والتوزيع عند المقارنة بين وضع الشبكات في الماضي وتحديدًا فيما قبل العام 2014، والآن، إذ كان لم يصل أقصي حمل إلي 24 ألف ميجاوات، وعلى رغم ذلك كان الشبكة القومية لنقل الكهرباء تشهد تخفيف أحمال بسبب العجز في القدرات وعدم جاهزية الشبكة في الوقت نفسه.
وأصبح الآن لدي قطاع الكهرباء القدرة على إنتاج قدرات كهربائية كافية لتلبية كل الاحتياجات، وكان المتبقي هو العمل على جودة توزيع ونقل هذه القدرات إلي المستهلك بكافة القطاعات علي الجهود المختلفة، بحيث لا تشهد أي تذبذب في التيار مع ضمان استمرارية نقلها وتوزيعها، وهو ما تقوم به الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركات توزيع الكهرباء التسع على مستوى الجمهورية.
• ما هي أسباب نجاح التجربة المصرية في الطاقة الكهربائية ووصفها كنموذج يحتذى به؟
أثبتت التجربة المصرية نجاحها في الطاقة الكهربائية مع أول اختبار للشبكة القومية لنقل الكهرباء في قدرتها على استيعاب الأحمال الزائدة في وقت الذروة، بالإضافة إلي توفر فائد في القدرات الكهربائية بعيدًا عن القدرات المتوقعة لأقصي حمل يومي، بالإضافة إلي توافر الاحتياطي بالشبكة القومية لنقل الكهرباء.
وهو ما يؤكد أن الشبكة القومية لنقل الكهرباء اليوم في العام 2021، مازال لديها القدرة على تلبية الاحتياجات إلى أكثر من ذلك أحمال إضافية، بعد أن كانت الشبكة القومية تعاني من العجز في العام 2014، وهذه المقارنة هي التي جعلت التجربة المصرية في مجال الطاقة الكهربائية نموذج يحتذى به، مع إيضاح كم الجهود المبذولة من تطوير وتحديث في البنية التحتية ورفع قدرات المحطات وإنشاء محطات جديدة ومد خطوط نقل من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وشبكات نقل على الضفة الشرقية لنهر النيل لإنشاء شبكة نقل موازية.
وكان الواقع المظلم -والآثار السلبية لضعف القدرات والعجز في كل شئ- تقول أن أحداث تغيير يتطلب عشرات السنين، وأحداث التغيير هنا كان يقصد به هو توقف الإظلام والانقطاعات فقط، وليس زيادة القدرات أو تطوير وخلافه، ولكن ما حدث من طفرة أبهرت العالم كله في أقل من 5 سنوات، ومستمرة حتى الآن، كل ذلك جعل العالم يتحدث عن قدرة المصريين وتجربته المميزة في قطاع الكهرباء.
• هل كان لزيادة الحمل التاريخي تأثير سلبي علي إمدادات الربط الكهربائي الدولي لدول الجوار؟
من أحد أسباب وصف التجربة المصرية في مجال الطاقة الكهربائية بالإعجاز وليس الإنجاز، هو أن الخطط التي وضعها قطاع الكهرباء لتوقع الأحمال الزائدة، مع توافر القدرات الكهربائية لهذه الزيادة، هو أنه على رغم هذه الزيادة التاريخية لم تتأثر إمدادات التغذية الكهربائية عبر الربط الدولي لدول الجوار سواء، إذ ان احتياطي الشبكة بلغ نحو 13 ألف ميجاوات، وتم إمداد دول الجوار عبر الربط الكهربائي بنحو 400 ميجاوات إلي الأردن وليبيا والسودان، في ظل تسجيل حمل تاريخي بلغ 32 ألفًا و 400 ميجاوات، وهو ما يؤكد أن مصر أصبحت مركز محوري لتبادل الطاقة مع دول الجوار.