«هي الحياة ووحدها تستحق الانتظار».. المرأة في حياة الشاعر أنسي الحاج
84 عاما مرت على ميلاد الشاعر اللبناني الراحل أنسي الحاج، الذي ولد في 17 يوليو لعام 1937، لأب صحفي ومترجم وهو لويس الحاج، وأمه ماري عقل من قيتولي، إحدى قرى لبنان، ويعد من رواد قصيدة النثر في الشعر العربي المعاصر، ورحل تاركا إرث ضخم من الأعمال الصحفية والأدبية، وترجمت مختارات من قصائدة إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والبرتغالية والأرمنية والفنلندية.
المرأة في حياة أنسي الحاج
كانت تمثل طابعا خاصا، وكان يرى أن الوصول إليها محاولة لاكتشاف الفعل وقدرته على صناعة الوهم من جديد، واعترف في أحد حواراته أن حياته عبارة عن سلسلة فشل على المرأة، وهي سلسلة نهايات متصلة ببدايات، ولولا ذلك، لكان اكتفى ربما بعلاقة واحدة طوال حياته.
وعن إيقاع الحب الأول الذي صادفه في حياته، قال: الحب الأول كان أكثر اختلاجا وتوجسا، ولكنه كان أقل محبة، وتابع أن العشق حالة متجددة في الاستمرار، حالة مثل الحياة لا تعرف النهاية، وهو في كل مرة ولادة جديدة.
في مقابلة مع الشاعر أنسي الحاج بمجلة "الفكر" بعددها رقم 4 الصادر بتاريخ 1 يناير 1969، وردا على سؤال "المرأة كشكل غائبة في شعرك.. فهل أنت قد صهرتها في لهيب من الميتافيزياء الشعرية وذوبتها في الرؤيا كما يقول أدونيس أم نفيتها عمدا عن عالمك الشعري"، قال: ليست غائبة تماما.. في البداية، ربما. ولعل سبب هذا الغياب الشكلي للمرأة في شعري بديوان "لن" هو ما يسمونه "التصعيد"، كنت محروما، الحرمان يولد الصوفية، الحرمان يولد التصعيد، التصعيد يصل إلى الغيب، التصعيد تجريبي، هنا. المرأة في شعري وفي حياتي هي الكل، هي المطلق، هي الحياة. أستعيض بها عن الطبيعة وعن الله.
وأضاف أنها الجمال التمثالي البارد كما أنها نار الحب، أنها الموت المضاد للموت. قل لي، هل تعرف أنت أروع من امرأة رائعة؟ قد يكون تفسير أدونيس صحيحا، لكن ثق أني لم أنف المرأة عن عالمي الشعري، هذا هراء! لو لم يكن هنالك امرأة في العالم لكنت انتحرت. أنها وحدها تستحق الانتظار، والعطور، والزيارة.