صحيفة ألمانية: «أبى أحمد» يقود حصار وحرب ممنهجة ضد تيجراى
قالت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية، إن رئيس الوزراء الإثيوبي"أبي أحمد" لن يتراجع عن قرار الحرب، وأنه يحشد الإثيوبيين من أجل قمع المعارضة ووقف دخول المساعدات الإنسانية لأقليم تيجراي، مؤكدة أن أبي أحمد يحارب من أجل تجويع الأقليم الإثيوبي.
وأضافت الصحيفة الألمانية: "في مقاطعة تيجراي الإثيوبية، يزداد الوضع الكارثي بالفعل سوءًا، حيث أعلن رئيس الوزراء أبي أحمد، "حربًا شاملة" ضد "قوة تحرير تيجراي" ، ويحاول كسر مقاومة السكان في المحافظة عن طريق منع إمدادات المساعدات".
وذكرت وكالات المعونة الدولية أن في "تيجراي" يعيش أكثر من ستة ملايين شخص، مغلقة بالكامل تقريبًا.
وفي ظل الظروف الحالية، من المتوقع حدوث مجاعة في الأسبوعين المقبلين، حيث قال مدير مساعدات الطوارئ في منظمة مساعدة الأطفال "وورلد فيجن"، مارك سميث، في مقابلة مع الصحيفة الألمانية: الحكومة الإثيوبية تقول إنها تريد تجنب كارثة إنسانية ولكن أفعال الحكومة الإثيوبية عكس ذلك تمامًا.
ومنذ الانسحاب الجزئي للقوات الإثيوبية قبل أربعة أسابيع، وصلت إلى تيجراي قافلة واحدة فقط تحمل إمدادات الإغاثة - وذلك فقط بعد أن تحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أبي أحمد شخصيًا.
كما أن قافلة اليونيسف، المكونة من 54 شاحنة، يجب أن تصل القافلة بحجم الكامل إلى الإقليم الإثيوبي يوميًا، حيث كانت القافلة تنتظر أيام حتى الحصول على تصريح من الحكومة.
كما أن أقليم تيجراي محاط تمامًا من جميع الجهات بقوات معادية: في الشمال بقوات إريترية، ومن الجنوب والغرب من قبل الجيش الإثيوبي المدعوم من ميليشيات الأمهرة ولم يكن من الممكن الوصول إلى تيجراي إلا عبر إقليم عفر الشرقي ومطارها في سيميرا في الأسابيع القليلة الماضية، وفي غضون ذلك تم حظر أكثر من 200 شاحنة مساعدات استأجرتها الأمم المتحدة في محافظة عفر.
كما توقفت الحركة الجوية في ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي، لأن الجيش الإثيوبي دمر نظام الملاحة للتحكم في الطيران خلال انسحابه الجزئي كما انقطعت جميع الاتصالات الخلوية والإنترنت في المقاطعة، وينطبق الشيء نفسه على مصادر الطاقة.
كما بدأ البنزين ينفد. وهذا يحد بشدة من عمل المنظمات الإغاثية، كما اغلفت البنوك بسبب نقص الأموال، فيما أعرب مدير وورلد فيجن سميث عن قلقه بشأن مزاعم الحكومة الإثيوبية بأن وكالات المعونة الدولية متواطئة مع مقاتلي تجيراي في أديس أبابا باعتبارهم "إرهابيين".
وقال رئيس الوزراء آبي أحمد إن منظمات أجنبية قامت بتهريب أسلحة لصالح قوات تجيراي، دون تقديم أدلة، وقال سميث إن المزاعم ليست "كاذبة" فحسب بل "خطيرة" حيث تعرض موظفون في هيئات الإغاثة للهجمات وقُتل ما لا يقل عن اثني عشر عضوًا من منظمات المعونة الأجنبية في الحرب الأهلية.
ويقول سميث إن حكومة أبي أحمد تمارس حصار منهجي على اقليم تيجراي من خلال قيود السفر المفروضة على منظمات الإغاثة، لا يُسمح للموظفين الآن بأخذ أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة أو هواتف الأقمار الصناعية معهم إلى تيجراي، ويقول سميث: حتى الطعام والأدوية المعبأة للاستخدام الشخصي ستتم مصادرتها. في حالات فردية، تم إلغاء التأشيرات، والحكومة الإثيوبية "تريد أن تجعل عملنا في تيغراي صعبًا قدر الإمكان".
يأتي ها فيما زار سميث إقليم تيجراي مع العديد من مديري وكالات المعونة الدولية، وجاء في تقريرهم النهائي: "لقد وصل الوضع الإنساني إلى مفترق طرق و الوقت ينفذ و أمامنا أسابيع فقط قبل أن تصبح عمليتنا لإنقاذ الأرواح عملية لإحياء الموتى إذا لم تتخ وذ الحكومة الإثيوبية" إجراءات معينة "، فإن جميع أنشطة المساعدة الدولية ستتوقف في غضون أسبوعين على أبعد تقدير.
وقبل عشرة أيام، أعلن أبي أحمد انتهاء الهدنة التي أعلنها من جانب واحد في يونيو لأنها لم "تؤتي ثمارها التي كان يأمل فيها" و في الوقت نفسه، بدأ الجيش، الذي تعرض للدمار الشديد بسبب الهزائم العسكرية في تيغراي ، في تجنيد جنود إضافيين - خاصة من المقاطعات الجنوبية للبلاد.
كما حشدت مليشيات مقاطعة أمهرة المتاخمة لتيجراي، حيث يستعدون لشن هجوم على قوات الدفاع الذاتي في غرب تيجراي.
وكان دبلوماسيون في أديس أبابا توقعوا أن يبدأ أبي أحمد مفاوضات بشأن مستقبل إقليم تيجراي بعد إعلان فوزه في الانتخابات في يوليو ، لكن يبدو أن الوضع هو العكس الآن حيث شبه أحجمد اقليم تيجراي ب "الورم السرطاني" في إثيوبيا ولابد من إزالته.