«وجه تجلى فيه الحب».. إصدار يوثق فضائل الأنبا إبيفانيوس الراحل
رجل المحبة والمتواضع ، ألقاب كثيرة حملها وترددت عنه منذ وفاته التي قاربت ذكراها على العام الثالث بيوم 29 من الشهر الجاري، بعد حادث مأساوي غير معتاد على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر، ذلك هو الأسقف الشهيد الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير القديس الأنبا مقار بوادي النطرون، والذي قتل عام 2018م ، على يد راهبين إحداهما تم تنفيذ حكم الإعدام به منذ وقت قريب، وهو وائل سعد «الراهب إشعياء سابقاً» ، والآخر الراهب فلتاؤس والذي حكم عليه بمؤبد، إلا أن تنفيذ الحكم على المتهم بقتل الأسقف الراحل، جعل محبيه يسعون لتخليد ذكراه بشكل مختلف، يعرف الجميع بحياة الانبا أببيفانيوس، وذلك من خلال إصدار كامل عن حياته ومؤلفاته ومواقف كثيرة مع القادة بالكنيسة
أنبا ابيفانيوس.. وجه تجلى فيه الحب
أصدرت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، عقب رحيل الأنبا إبيفانيوس الأسقف الراحل ورئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون، كتاب يسرد حياته ومواقفه وكلمات محبيه عنه، عقب مقتله بأقل من شهرين، الإ أن هذا الكتاب عاد ليظهر للساحة مجدداً، منذ تنفيذ حكم الإعدام على المتهم بقتله، حيث كان الراحل كاتباً بمجلة هذه المدرسة اللاهوتية، والتي قامت برثائه بمقدمة الكتاب قائلة: “على قدر عظمته وعلو مكانته كان أيضاً بسيطاً ، في غير تصنع متواضعاً من غير تكليف صريحاً من غير جفاء أو قسوة لقد كرمنا الله بلقائه وطوبنا بسماع تعاليمه ومن علينا بالنظر إلى وجهه فله الحمد على كل ما وهب ولعظمته الشكر على ما أعطى ولجلاله الخضوع على ما استرد ..”.
البابا تواضروس: اسمه مستمد من النور
وصفه البابا تواضروس الثاني، بأنه كان يتمتع ببساطة الحياة حتى في حضور اللقاءات سواء بمصر أو بالخارج، ودائمًا يأخذ المتكأ الأخير، وحتى في تعاليمه، لم يضع الأمور ولا المصطلحات الصعبة، ولا الكلمات التي تجعل المستمع لا يفهم، كان بسيطًا في إجاباته على أسئلة الشباب حول العقيدة واللاهوت بالكنيسة، والبساطة في الإجابة هي عمق، ونحن خسرناه كما أن اسمه مستمد من النور، وهو بالفعل كان نورًا وسط مجمعنا المقدس.
وأضاف: “كان غزير المعرفة، وهذه الكلمة بالحقيقية تنطبق عليه لم تكن معرفته سطحية في كل محاضراته وأبحاثه، وفي المخطوطات التي قام بتحقيقها كان عميق المعرفة، وكنت أكلفه كثيرًا بحضور بعض المؤتمرات يمثل بها الكنيسة، وكان كوكباً مضيئا، خلال الخمس سنوات وعدة أشهرر كلفته بأكثر من 20 مؤتمراً يحضرها على مستوى العالم وكانت هذه المؤتمرات هي تمثيل لوجه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بها”.
محبيه يوثقون عظاته
دشن عدد من محبي الأسقف الراحل موقع وثائقي خاص بمؤلفات وعظات الأسقف الراحل، وأيضاً العظات المسموعة تم تويثقها عبر موقع «الساوند كلاود» تحت عنوان الأنبا ابيفانيوس المقاري، في لافتة محبة منهم لتخليد ذكراه كمعلم لهم، تعلموا منهم الكثير من صفات المحبة.
تتلمذ معه الكثير من شباب الأقباط في حياته، نظراً لبساطته في الحديث عن الله والكنيسة، هكذا بدأ رفيق عادل،" أحد محبين الأنبا إبيفانيوس والمقربين له على مدار حوالي 10 سنوات، حديثه عن الأسقف الراحل قائلاً: أنه “لم ينسى أنه راهب طوال حياته، حيث كان حريصاً على روح التواضع في تعامله مع الجميع سواء رهبان الدير أو شباب الأقباط الذين يلتقونه بدير الأنبا مقار بوادي النطرون”.
وأشار “عادل” في تصريحات لـ«الدستور» إلى أنه منذ توليه رعاية دير الأنبا مقار كرئيس له، كان حريصاً على التأكيد أنه مجرد راهباً وليس رئيساً لرهبان الدير، وعندما كنت أراه في اللقاءات البحثية في مراكز الدراسات اللاهوتية والليتورجية بالكنيسة، دائماً يحرص على الجلوس بالمقاعد الأخيرة كمتلقي عادي للمعلومة وليس مجرد واعظ يلقي كلمة وينهي مهمت، كما أنه حريص على العمل البحثي ، دائماً يبحث عن تبسيط المعلومات للجميع من خلال مؤلفاته التي تخطت الـ13 كتاب، بالإضافة إلى سعيه الدائم عن المعرفة كباحث وليس واعظاً.
وتابع أن جميع الكنائس كانت تدين له بالمحبة ليس الأرثوذكسية فقط ، بل الطوائف المسيحية جميعهاً، لأنه شخص يسير على نهج الحب للجميع.