صحيفة برتغالية: الموجة الثانية من الحرب في تيجراي سيكون لها تأثير كارثي على إثيوبيا
توقعت صحيفة "تورنادو" البرتغالية، بأن تكون الموجة الثانية من الحرب في إقليم تيجراي، شمالي إثيوبيا "أكثر تدميراً" حيث ستكون لها تأثير "كارثي" على أمن المنطقة والقرن الإفريقي بأكمله، معتبرة أن اتساع الفوضى السياسية في إثيوبيا سيجعل المنطقة تصبح أرضًا خصبة للجماعات المتطرفة والإرهابية.
وقالت الصحيفة البرتغالية في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن تيجراي لا تزال منقسمة حول احتمالاتها المستقبلية منذ اندلاع الحرب فيها في نوفمبر من العام الماضي على يد القوات الإثيوبية الحكومية بقيادة أبي أحمد، مشيرًا إلى أن تلك الحرب تسببت في حدوث أضرار جسيمة لحياة الإنسان والاقتصاد والنسيج الاجتماعي للأمة.
وأضافت أنه "بعد إعلان الحكومة لوقف إطلاق النار من جانب واحد، بعد هزيمتها من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، أصبح من المتوقع أن الموجة الثانية من الحرب ستفتح فصلًا آخر، ربما يكون أكثر تدميراً، في هذه الملحمة المأساوية، التي لا نعرف متى ستكون نهايتها".
وأوضح تقرير الصحيفة أنه هناك عدة عوامل يمكن أن تلعب دورًا في تحديد المرحلة التالية من الحرب، ويتضمن ذلك إجراء ترتيبًا دستوريًا يمنح تيجراي الحق في تقرير المصير أو أن تصبح دولة مستقلة، مشددة على أن التيجرايين يعتبرون انفسهم جزءًا لا يتجزأ من إثيوبيا، بل الجزء المؤسس لتاريخ البلاد.
وتابعت "يفتخر التيجرايين بأنفسهم لكونهم مهد دولة إثيوبيا وأساس دينها وحضارتها، وهذا من شأنه أن يجعل من الصعب عليها الانفصال عن الاتحاد الفيدرالي"، مشيرة إلى أن تفكك إثيوبيا والفوضى السياسية الآخذة في الاتساع في منطقة القرن الأفريقي المضطربة بالفعل من الممكن أن يجعل المنطقة أرضًا خصبة للجماعات المتطرفة.
وذكرت أن سيناريو الانفصال إذا تحقق سيكون له تأثير كارثي ودموي، لا سيما في ظل إصرار حكومة أمهرة الإقليمية على دعم تيجراي، فضلًا عن دعم الغرب لها، مضيفة “ أصبح من الواضح في كل مرة أن القوى الغربية تريد جبهة تحرير تيجراي كجزء من مستقبل إثيوبيا، ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانوا يتوقعون ذلك داخل إدارة رئيس الوزراء الإثيوبي أحمد أبي أم بدونها”.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من فوز أبي أحمد في الانتخابات التشريعية الأخيرة، لا تزال الحكومة في أديس أبابا ضعيفة، بالنظر إلى الانتهاكات التي ارتكتبها في تيجراي.
واستكملت الصحيفة "هذه الحرب مليئة بالحسابات الخاطئة والأخطاء الفادحة، وعدت الحكومة بإنهاء الحملة العسكرية في غضون أسابيع، لكن لم يتحقق ذلك".
واختتمت “تسبب العنف في خسارة فادحة، والناس بحاجة إلى السلام والأمن والعودة إلى الحياة الطبيعية، ولن يحدث ذلك إلا عندما يضع السياسيون غرورهم جانباً وينتبهون لمعاناة الأشخاص الخاسرين في هذه الحرب المأساوية”.