حياة كريمة : تحمل المياة لبيوت عاشت عقود تشرب مياه الترع
«حق المواطن».. كيف تعمل «حياة كريمة» على توصيل المياه للقرى النائية؟
لسنوات عاش ملايين المواطنين في القرى النائية والنجوع بالصعيد محرومين من مياه الشرب، رغم توافرها في قرى أخرى تبعد عنهم بكيلومترات، وهو ما كان مؤشر لعدم تأمين حياة آدمية تشمل كافة مواطني الدولة.
لكن تغيير الوضع بدأ تدريجيًا بعد أن خصصت الدولة مبلغ 500 مليار جنيه لتطوير القرى الأكثر فقرًا على مستوى الجمهورية، ضمن مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدأ المسئولون في شركات المياه في التخطيط لاستغلال المبالغ المخصصة لهم على الشكل الأمثل حتى تعود المبادرة بالفائدة على أهل القرى.
الوصول إلى آخر قرية في مصر
القائمون على المشروع تحدثوا عن توصيل شرايين المياه للمحافظات المختلفة وعن خطوات إنجاح المشروع، قال المهندس ياسر الشهاوي، رئيس مجلس إدارة شركة المنيا للمياه والصرف الصحي عن أبرز الخطوات، موضحًا أنهم مازالوا في المرحلة الأولى وفيها تم توصيل خطوط المياه لخمس قرى وذلك بإجمالي 4 مليون ونصف المليون جنيه.
وتقع القرى الخمس في أربعة مراكز أبرزها العدوة، مغاغة، وأبو قرقاص، وأكد الشهاوي أن العمل مازال جاريًا لتحديد القرى المستفيدة من باقي مراحل مبادرة حياة كريمة، فالعمل على مد خطوط المياه والصرف الصحي يحتاج إلى زيارة القرى ميدانيًا للوقوف على حالتها ومدى احتياجها إلى التوصيل العاجل لخطوط المياه والصرف الصحي.
وكانت وزارة التنمية المحلية قد نجحت في إيصال مياه الشرب إلى 300 قرية حتى الآن، من إجمالي 1500 قرية تشملهم المبادرة، وتتوزع القرى في الشمال ومنطقة الصعيد، لتخدم أكثر من 18 مليون مواطن في 50 مركز حول الجمهورية.
وفي أسيوط والوادي الجديد عملت شركة مياه الشرب والصرف الصحي على تدعيم شبكات مياه الشرب لأكثر من 53 قرية في 8 قري وذلك في المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة للعام الماضي، ليستفيد منها 900 ألف مواطن، بإجمالي تكلفة 209 ملايين جنيه.
وذكر المهندس محمد عبد الغفار، رئيس مجلس إدارة الشركة أنهم نجحوا في تنفيذ 35 بئر، ومد خطوط مياه الشرب بأطوال 35100 م، وكذلك تم توصيل خدمة الصرف الصحي لـ 8 قرى مستهدفة، مؤكدًا أن الشركة حاولت الوصول إلى القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا في منطقتي أسيوط والوادي الجديد لتحسيت مستوى معيشة المواطن في المناطق التي تخدم فيها شركة المياه.
"نحن نتمسك بدورنا في تحقيق المشاركة المجتمعية والتنمية المستدامة التي تهدف إليها الرؤية المصرية 2030، وسنتحمل مسئوليتنا مع مراعاة البعد الإنساني الذي يكمن في تحسين مستوى المعيشة، ونقل المواطن المصري في القري الفقيرة إلى مستوى حياة كريمة ومرضية".
ويضع "عبد الغفار" نصب عينيه تطوير كل القرى في محافظتي أسيوط والوادي الجديد حتى تصل المياه وشبكات الصرف الصحي إلى كل مكان حفاظًا على صحة كل مواطن في كل قرية في أنحاء الجمهورية.
مشروعات حياة كريمة لمسها مواطنين بالفعل عكس باقي كل أحاديث الإفك التي عملت على دحض كافة الجهود والتشكيك فيها، لذا حاورت الدستور عدد ممن ساهموا في المشروع واستفادوا منه .
مساهمة الأهالي
من المتطوعين الذين ساهموا في نفس المشروع كان مصطفى عبد الجواد، والذي شارك بالمجهود ورأس المال أيضًا، حيث تبرع بقطعة أرض تربط بين قريته _عمر بن الخطاب- ومجاورتها علي بن ابي طالب التابعة لمحافظة أسيوط ، لينشأ عليه محطة تحلية وتنقية المياه وكذلك معمل للمعاجلة وتوزيع جراكن المياه على القرى النائية التي لن تصلها الوصلات المغذية في المرحلة الأولى.
يذكر صاحب الخمسين عام أن قطعة الأرض المقدرة بنصف فدان كان ينذرها لأي مشروع يخدم قريته، وكان الأول يعتزم جمع تبرعات لإنشاء مدرسة ثانوي عليها لكي يوفر على الطلاب المجهود الشاق للذهاب للمدرسة بالمدينة كل يوم، لكن عندما أعلنت المحافظة عن الشروع في توصيل المياه بادر في التبرع بالأرض لهذا المشروع .
وأكمل مصطفى أن مشروع حياة كريمة لم يلتفت فقط لتوصيل المياه لكن الرحلة أظهرت المنازل المتهالكة المفتقرة للأسقف، وكذلك قامت برصف العديد من الشوارع الرئيسية وتوسيعها، المشروع يلمس أثره المستفيدين الذي عانوا العطش والامراض نتيجة تلوث المياه، وها هم يحسون التغيير.