أكدت أن نهر النيل مسألة وجودية
مواقف عربية ودولية تجدد دعمها لموقف مصر في أزمة سد النهضة
تواصلت التصريحات الدولية التي تجدد دعمها للموقف المصري الثابت في ملف سد النهضة، و التي تؤكد على أهمية جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم وسط تعنت إثيوبيا التي تسعى بدورها للمماطلة وإفشال كل جولات المفاوضات والواسطات.
- السعودية تجدد دعمها لمصر في ملف سد النهضة
وجدد مجلس الوزراء السعودي في جلسته، مساء الثلاثاء، عبر الاتصال المرئي ـ برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، دعم المملكة ومساندتها لمصر و السودان في المحافظة على حقوقهما المائية المشروعة، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
ودعا المجلس المجتمع الدولي لإيجاد آلية واضحة لبدء التفاوض بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) للخروج من هذه الأزمة بما يحقق مصالح دول حوض النيل ومستقبل شعوب المنطقة برعاية دولية وبالتوافق مع الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.
وتأتي تلك التصريحات لتؤكد الدعم السعودي المستمر لمصر في نزاعها مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، حيث أعربت المملكة الأسبوع الماضي، عن دعمها ومساندتها لكل من مصر والسودان في المحافظة على حقوقهما المائية المشروعة، وجددت تأكيدها على أهمية استقرار الأمن المائي لكل من القاهرة والخرطوم والعالم العربي والقارة الإفريقية.
دعم التحركات الدولية الرامية إلى إيجاد حل ملزم
كما أعربت السعودية عن تقديرها ودعمها لجهود مصر والسودان لاحتواء هذه الأزمة ومطالباتهما بحلها وفقًا لقواعد القانون الدولي، كما أكدت دعمها التحركات الدولية الرامية إلى إيجاد حل ملزم لإنهائها، داعية المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود للتوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد.
الخارجية الامريكية تؤكد أهمية مياه نهر النيل لمصر والسودان
فيما أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الثلاثاء، ضرورة وضع إطار زمني لمفاوضات سد النهضة للوصول إلى اتفاق محدد، مشددة على أهمية نهر النيل لكل من مصر والسودان.
وقال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية ساموييل وربيرج، إن "مياه نهر النيل مهمة لمصر والسودان"، موضحًا أن الولايات المتحدة ترى أن الاتحاد الإفريقي هو المؤسسة الأنسب لحل أزمة سد النهضة.
وأضاف، في تصريحات تليفزيونية، أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي مساعدات سياسية وفنية للدول الثلاث والاتحاد الإفريقي وذلك من أجل عودة مسار المفاوضات؛ لافتا إلى أنه يجب حدوث اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وأوضح أن بلاده ترى ضرورة استكمال المفاوضات بين الدول الثلاث وعودة الدول إلى طاولة المفاوضات؛ مؤكدا ان الحل السلمي مناسب للأزمة، مشيرا إلى أن واشنطن ستستمر في الحوار مع الدول الثلاث من أجل استمرار المفاوضات، منوها إلى أهمية أن يكون هناك توافق حول الإطار الزمني من أجل الوصول لاتفاق بشأن السد وأن على جميع الأطراف عدم اتخاذ أية إجراءات أحادية الجانب.
- الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه لجهود الاتحاد الإفريقي لحل الأزمة
من جهته، أعرب الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، عن قلقه إزاء الموقف المتعلق بسد النهضة الإثيوبي، وجدد دعم الاتحاد الأوروبي لجهود الاتحاد الأفريقي لحل النزاع القائم بين إثيوبيا ودول المصب حول السد.
وأضاف "بوريل" في بيان أصدره في أعقاب اجتماع عقده مع وزير الخارجية سامح شكرى في بروكسل؛ حيث ناقش الجانبان مجموعة من القضايا في سياق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، أن الطرفين ناقشا أهمية مياه النيل لدول المصب، بما في ذلك مصر، وشدد الممثل السامي على أن الجهود التي يقودها الاتحاد الأفريقي لحل النزاع تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي وتحتاج إلى تكثيف للوصول إلى حل مقبول لجميع الأطراف.
وأكد البيان، الذي نُشر على الموقع الالكتروني الخاص بالشئون الخارجية للاتحاد الأوروبي، أسف الاتحاد الأوروبي لإعلان إثيوبيا عن الملء الثاني لسد النهضة دون التوصل إلى اتفاق مسبق مع شركاء المصب بشأن هذه المسألة.
وزير خارجية النمسا: على اثيوبيا ألا تلعب بالنار في أزمة سد النهضة
من جانبه، قال ألكسندر شالينبرج وزير خارجية النمسا، إن الامر معقد للغاية فيما يخص أزمة سد النهضة ، مضيفا إنه "لا يجب على إثيوبيا أن تلعب بالنار في هذا الشأن، لا سيما وأن نهر النيل مسألة حياة ووجود لمصر".
وأكد " شالينبرج" في تصريحات تليفزيونية، على أن نهر النيل ليس ملكا لدولة معينة، ولا يمكن لدولة أن تتحكم فى نهر النيل، وأن الخلافات بسبب السد قد تقود لما لا يحمد عقباه، مشددا على رفض الاتحاد الأوروبي وانزعاجه الشديد لما تقوم به إثيوبيا من تصرفات أحادية.
كما أوضح أن هناك قواعد دولية حاكمة ولا يمكن لإثيوبيا أن تتصرف أو تتحكم بمفردها في مجريات الأمور، في أزمة سد النهضة، منوها إلى أن نهر النيل مسألة حياة وجودية وليس ملك لدولة معينة.
وتابع إنه تحدث مع الجانب الإثيوبي وشرح لهم أن الأمور لا يمكن أن تسير في أزمة السد بالطريقة التي يتبعونها، كما تحدث عن نهر "الدانوب" والمشكلات التي واجهته، ولكنه في النهاية تمكن من التغلب على كل شيء ولم يتوقف سريان النهر، موضحًا أنه اقترح على الجانب الإثيوبي إرسال فرقة من الخبراء لدراسة ما حدث في قضية نهر الدانوب لاستخلاص العبر، قائلا: "لا يجب على إثيوبيا اللعب بالنار".