خبير في الشأن الإثيوبي عن آبي أحمد: فكك بلاده وقسمها
قال "أليكس دي وال"، الخبير في الشأن الإثيوبي المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية في جامعة تافتس في الولايات المتحدة الأمريكية، إن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قام بتفكيك بلاده وتقسيمها بسبب سياسات حكمه واندفاعه وعدم استماعه للنصيحة، مضيفًا أنه "تبين أن آبي ليس المصلح العظيم بل أصبح المشكلة في حد ذاته".
وصرح "دي وال"، في حوار مع صحيفة NCR الهولندية: قائلًا "قلة هم الذين رأوا أن الهزيمة العسكرية لجيش آبي أحمد قادمة لا محالة"، متوقعًا أن يحقق المتمردون في ولاية تيجراي الإثيوبية مزيدًا من التقدم ضد القوات الحكومية في الإقليم المحاصر.
وأشار " دي وال" وهو احد أشهر المتخصصين في شؤون القرن الإفريقي، وكان على اتصال بالمتمردين الذين انسحبوا إلى الجبال منذ بدء الحرب في تيجراي قبل ثمانية أشهر، إلى أن القوات الإثيوبية ارتكبت العديد من المذابح والتطهير العرقي والعنف الجنسي ضد المدنيين في تيجراى، ولكن ظلت تلك الانتهاكات مخفية عن الأنظار إلى حد كبير، بسبب قيام أبي أحمد بقطع كل وسائل الاتصال عن الإقليم.
وأوضح الخبير البارز أن القادة المخضرمون في تيجراي كانوا قد تنبأوا له-عبر خط هاتف متصل بالأقمار الصناعية- أنهم سيستولون على العاصمة الإقليمية قي تيجراي (ميكيلي)، ولكن "دي وال" لفت إلى أنه لم يكن يتوقع حدوث ذلك بهذه السرعة، بعد يوم واحد من الانتخابات البرلمانية في البلاد التي فاز بها أبي أحمد.
جبهة تحرير تيجراي لم يعد من الممكن إيقافها بعد الآن
وذكر في حواره مع الصحيفة أنه "استكمالا لسلسلة الهزائم الكبرى التي ألحقها التيجرايين بجنود حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد في الأسابيع الأخيرة، حتى أدت الي انسحابهم من معظم أنحاء الإقليم، المرجح أن يسعوا لغلق الطريق إلى جيبوتي وبالتالي يغلقون واردات وصادرات البلاد "، مشيرًا إلى أنه بالرغم من استيلائهم على العاصمة أديس أبابا غير مرجح في الوقت الحالي، إلا انه اذا حدث ذلك ستتحول البلاد إلى معركة دامية.
وتابع إن" الحرب، التي شنها آبي احمد عندما أرسل قواته العسكرية إلى تيجراي في نوفمبر من العام الماضي، تسببت في حدوث كارثة إنسانية، فمئات الآلاف من السكان يتضورون جوعا، وأكثر من مليوني شخص شردوا من ديارهم، ويعاني عشرات الآلاف من الأطفال من سوء التغذية فيما لا يزال يتعين على أهالي تيجراي إطعام الآلاف من أسرى الحرب".
واستطرد دي وال: "آبي أحمد يمنع الآن وصول المساعدات الغذائية إلى تيجراي، ولكن لم يعد من الممكن إيقاف مقاتلي تيجراي بعد الآن"، لافتا إلى أن جيش تيجراي أصبح الآن يشعر بثقة أكبر من أي وقت مضى.
وردا على سؤال" كيف يمكن لقوات تيجراي تحقيق هذا القدر من النجاح في مثل هذا الوقت القصير؟"، أجاب دي وال: لقد كانت دوافعهم عالية نتيجة للفظائع والانتهاكات التي ارتكبها الجيشين الإثيوبي والإريتري ضد المدنيين" ، مشيرًا إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي استقبلت المزيد من الجنود لدرجة أصبح من الصعب التعامل معهم حيث يعتقد شبان تيجرايون أنه "إذا بقيوا في قريتهم سيقتلون"
الجيش الأثيوبى أصبح ضعيفا للغاية
وتابع أنه في الوقت نفسه ، ضعف الجيش الإثيوبي- الذي كان قويًا في يوم من الأيام قبل اندلاع الحرب في تيجراي في نوفمبر- بسبب التجنيد الواسع للجنود التيجرايين، على عكس ما كانت حكومة ابي احمد تروج له، حتى تقلصت قوة الجيش الإثيوبي بمقدار ثلاثة أرباع مقابل قوات تيجراي، مشيرا إلى أن القوات الحكومية ستحتاج سنوات حتى تعود إلى قوتها مرة أخرى.
"أبي احمد" مندفع لا يستمع إلى النصيحة
ووصف "دي وال" رئيس الوزراء آبي أحمد بأنه "زعيم مندفع لا يستمع إلى النصيحة"، مستنكرا الاعتقاد الذي كان لدى والدته بأنه ابنها لديه "رؤية إلهية لكيفية إدارته للبلاد"، مضيفا "أبي ليس قائدًا عظيمًا، لقد شوه إحساسه بالقدر الشخصي حكمه السياسي، إنه يشعر بأنه مختار لإنقاذ إثيوبيا، لكن تبين أنه ليس المصلح العظيم بل أصبح هو المشكلة في حد ذاته"، إلى هذا الاستنتاج. لم يعد الدبلوماسيون ينظرون إليه على أنه مصلح ".
اتفاقية حرب وليست معاهدة سلام
وكشف عن معاهدة السلام مع إريتريا في عام 2018 والتى حصل بسببها آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام، كانت في الواقع "اتفاقية حرب او معاهدة أمنية" ، أبرمها رئيس الوزراء الإثيوبي مع الزعيم الإريتري أسياس أفورقي.
وتابع" كان لجائزة نوبل تأثير كارثي، لقد جعلت ابي احمد يشعر وكأنه ارتقى إلى مستوى مقدس"