«كورني فاسيليف».. قصة تولستوي عن الشرف ووشاية العربجي
«كورني فاسيليف» واحدة من قصص الأديب العالمي تولستوي، التي تحدث فيها عن شرف الكلمة وعن الوشاية التى يمكنها أن تقلب الأمور رأساً على عقب.
أراد تولستوي في قصة «كورني فاسيليف» أن يقول إنّ التدبر والتعقل ووزن الأمور ووضعها في نصابها الصحيح أمر مهم جداً، فإذا ما تسرع المرء بسبب وشاية قد يفقد سعادته إلى الأبد.
تحكى القصة عن «كورني فاسيليف» وهو رجل خمسيني كان يعمل في جيش بلاده ثم عمل بالتجارة حتى أصبح ثرياً يبيع ويشتري في موسكو.
ولما استقل القطار مولياً قبلته نحو قريته التي لم ينزل إليها منذ أكثر من عام رأى بطرف عينه ابن بلدته العربجي الأعور كوزما، فركب معه وفي الطريق سأله «كورني» عن زوجته وأمه وابنه وابنته وابن شقيقه الأخرس فقال كوزما: «كلهم بخير»، ثم سأل «كورني» عن الخادم فقال كوزما: «لقد طردته زوجتك وجاءت بخادم اسمه أوستيني الأبيض، يقول الناس إن زوجتك كانت تحبه قبل أن تتزوجك».
كتم «كورني» غيظه ولم ينبس بكلمة ولما عاد إلى البيت وسلم على أهله ضرب زوجته ضرباً مبرحاً وألقى بابنته الرضيعة «أغافيا» بعيداً فخلع ذراعها، ثم ترك البيت والقرية إلى موسكو.
أضحى «كورني» سكيراً وخسر تجارته وبعد عشرين عاماً عاد إلى قريته فى ملابس رثة يتسوّل باسم المسيح، فدخل بيتاً في القرية التي تسبق قريته كانت «أغافيا» ابنته هي صاحبة الدار التي أكرمته.
ولما رأى ذراعها معوجاً سألها عن سر اعوجاجه فقالت حماتها: «لقد خلعه والدها بعد أن شك في والدتها، فسألهم عن اسم الوالد فقالوا كورني. انزعج كورني وخرج من بيت ابنته ثم توجه إلى بيته ولما رأته زوجته التي أضحت عجوزاً، لم تعرفه في بادئ الأمر بسبب هيئته وملابسه الرثة، وبعد قليل علمت أنه كورني.
فصكت الباب في وجهه، فرجع إلى بيت ابنته وطلب منها أن تسامحه لأنها خلع ذراعتها وأن تطلب من والدتها أن تسامحه لأنها شك في سلوكها. مات كورني في بيت ابنته قبل أن تصل إليه زوجته لتعلن أنها عفت عنه».