كيف استقبل أولياء الأمور تصريحات «شوقي» عن الدروس الخصوصية؟
جدل دائر كل عام لا ينتهي، بل يتجدد الحديث عنه كل فترة، فبالرغم من محولات وزارة التربية والتعليم محاربة الدروس الخصوصية بكل الطرق، إلا إنه لازال هناك أولياء أمور يصرون على اللجوء لها بالرغم من الاستنزاف المادي الذي يتعرضون له.
لكن هذا العام بات الأمر مختلفًا بعض الشيء، بسبب الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم من أجل إحلال بدائل للدروس الخصوصية أمام أولياء الأمور، تجنبهم تضيع الوقت والجهد في المراكز والسناتر التعليمية، فكيف استقبل الأولياء تلك الجهود؟
واتساقًا مع ذلك، وتزامنًا مع امتحانات الثانوية العامة التي بدأت منذ أمس وتستمر حتى شهر أغسطس المقبل، فقد صرح وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، بأن هناك جهود من الوزارة للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، واستعادة التعليم المختطف وتوضيح المفاهيم التعليمية الصحيحة.
وأشار الدكتور طارق شوقي إلى أن الوزارة أتاحت العديد من المصادر التعليمية المختلفة لإتاحة المحتويات التعليمية المتنوعة لجميع المراحل، ومن ضمن هذه المصادر منصة حصص مصر ومنصة البث المباشر من الوزارة ومكتبة رقمية هائلة على التابلت وإنها مجانية.
وأوضح أن ظاهرة الدروس الخصوصية ستظل مستمرة وموجودة مثلها مثل أي "بيزنيس"، لافتًا إلى أن أولياء الأمور يمكنهم الحد منها إذا تعاونوا مع الوزارة، من خلال توجيه الأبناء إلى عدم الاعتماد على الدروس الخصوصية.
وانقسمت آراء أولياء أمور الثانوية العامة والطلاب، حول مدى احتياجهم وارتباطهم الشديد بالدروس الخصوصية، فهناك آباء منعوا الدروس الخصوصية واكتفوا بما تقدمه الوزارة، وآخرون لازالوا لا يثقون سوى في المدرس الخصوصي.
• ولي أمر: أبنائي يعتمدون كثيرا على منصات الوزارة
مجدي عامر، أحد أولياء الأمور، والذي منع الدروس الخصوصية عن أبنائه مؤخرًا، بسبب قناعته بأهمية وكفاية ما تقدمه وزارة التربية والتعليم: "المناهج بدأت تتطور، والوزارة وضعت للطالب أكثر من مصدر للمعلومة لم يعد الأمر مقتصرًا على المدرسة.
يوضح أن أبنائه في مراحل تعليم مختلفة بين الإعدادية والثانوية النقل، ويعتمدون بشكل كبير على المنصات الرقمية التي اتاحتها الوزارة للطلاب خلال السنوات القليلة الماضية: "المنصات المعرفية تحتوي على ملخصات يمكن أن يذاكر منها الطالب وتغني عن الدروس الخصوصية".
يرى مجدي أن المدرس الخصوصي ما هو إلا آلة "شفط" للأموال من أولياء الأمور بالرغم من أنه لا يقدم جديد عن المدرسة والكتب والمنصات الرقمية، وكذلك يضيع أوقات الطلاب في الحضور والواجبات فمن من الممكن أن يكتفي الطالب بما تقدمه الوزارة.
وعن جهود الوزارة، فإنها تعد منذ فبراير الماضي مشروعًا لتجريم الدروس الخصوصية بغرامة لا تقل عن 5000 ولا تزيد على 50000 لكل من يقوم بإعطاء الدروس الخصوصية سواء داخل المراكز الخاصة أو بالمنازل، ويعاقب بالحبس كل من قام بتكرار إعطائها مرة أخرى مدة من سنة إلى ثلاث سنوات.
ليس ذلك بل خصصت وزارة التنمية المحلية رقم واتس آب «01150606783» للإبلاغ عن أي شكاوى بشأن مراكز الدروس الخصوصية ، أو رقم الخط الساخن «15330» للإبلاغ عن أي مدرس يعطي دروس خصوصية أو مراكز تعليمية وسناتر خاصة.
إلى جانب المنصات الرقمية التي بلغ عددها 6 منصات وهي: "بنك المعرفة المصري، المكتبة الرقمية ذاكر، منصة البث المباشر للحصص الافتراضية، إدمودو، نفهم، أوركاسا"، وهي منصات تعليمية متاحة لكل الطلاب المجان.
ولية أمر: الدروس الخصوصية تربينا عليها
وعلى النقيض تتمسك حمدية إبراهيم، أحد أولياء الأمور لثلاث طلاب بمراحل تعليمية مختلفة، بالدروس الخصوصية ولا تشعر بالأمان سوى معها: "التطوير الذي قامت به الوزارة لا بد من تجريبه أكثر من مرة حتى نتأكد من فاعليته لكن الدروس الخصوصية تربينا عليها".
توضح أن الدروس الخصوصية تستنزف أموال ضخمة من الميزانية الشهرية للبيت إلا إنها لا تستطيع الاستغناء عنها: "ابنائي كي يذاكروا لا بد من مدرس يتابع معهم ويجبرهم على أداء الواجبات لكن المنصات الرقمية لا توفر تلك المتابعة المستمرة".
تختتم: "ربما بعد مرور وقت على تجارب التعليم الجديدة سواء التابلت أو المنصات الرقمية، يصبح لدينا كأولياء أمور ثقة في الوزارة، والاستغناء عن الدروس الخصوصية لأنها مكلفة للغاية، وتضيع مال ووقت كبير على الطلاب بالفعل".