«كنت أريد رجلا لا يخشى الموت».. جيهان السادات والزواج

"لم يكن باستطاعتي أن أكذب على أبي، فإنني كنت أحبه وأحترمه للغاية، ولكنني لم أستطع أن أبلغه بالسبب الحقيقي، فقد كانت الشكوك تساوره وله الحق في كل هذا، فيما يتعلق بمشاعري تجاه أنور، وبالرغم من أنني كنت قد أتممت لتوي الخامسة عشرة من عمر، لم يكن المألوف بالنسبة لفتيات الطبقة المتوسطة في مصر أن يتزوجن قبل سنة السابعة عشرة" هكذا تحدثت السيدة جيهان السادات عن كواليس علاقتها بعائلتها فيما يخص ظروف الزواج. 

كان الحديث يدور بين أفراد أسرة السيدة جيهان السادات حول من ستتزوج، وعرض عليها الزواج من شاب وصفته بأنه "لطيف يشغل وظيفة تدر عليه دخلا يملك سيارة، لكن شخصيته كانت ضعيفة، كما كان يفتقر روح الدعاية، وكانت تتشكك في مدى شجاعته". 

وحكت "جيهان" عن هذا الشاب "علي" أنه عندما كانت تنطلق صوت صافرات الإنذارات كان يشعر بالخوف قالت "كان يسقط على الأرض في رعب وعلى حد تعبيره فإن الخوف كان يشله عن الحركة وكان يشعر كل مرة بأنه لن يفلت من الموت". 

تضاءلت رغبة الزوج من "علي" كانت تريده رجل لا يخشى الغارات الجوية ولا يهاب الموت "رغبتي فيه كزوج تضاءلت، قد كنت أريد رجلا لا يخشى الغارات الجوية ولا يهاب الموت، ولم أكن أعجب برجل ينبطح على الأرض، ولم يخطر ببالي أو ببال أحد من أفراد أسرتي أنني قد لا أتزوج على الإطلاق، لقد كنا ننتمي للطبقة المتوسطة ولدينا بعض الممتلكات وما كانت أسرتي تتمناه لي، مثلما تتمنى جميع الأسرة المصرية لبناتها هو زواج سعيد وموفق، وبالطبع كلما كان الزوج المرشح مقتدرا أمكنه توفير مستوى معيشة أفضل لي، وكلما ارتقى مركزه الاجتماعي فإذن ذلك سينعكس على، وفي جميع الأحوال فأن هويته ستصبح هويتي".  

وتوفيت السيدة جيهان، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 87 عامًا.

ونعت رئاسة الجمهورية ببالغ الحزن والأسى السيدة جيهان، التي قدمت نموذجًا للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة الذي مثل علامةً فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة.

وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بمنح السيدة جيهان السادات وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.