مرض أصاب 80% من المحصول..
«قطعنا الشجر».. حكاية «المرض الأسود» الذى قضى على المانجو
في ذلك التوقيت من كل عام، يبدأ الفلاحون في جني ثمار محصول المانجو بل ويسمى هذا الوقت بـ"موسم المانجو"، لكن في العام الحالي أصبح الأمر مختلفًا، بسبب انتشار مرض العفن الهبابي بشكل مفاجئ وبكثرة.
وبالفعل بدأت الاستغاثات تظهر من الفلاحين عقب فساد المحاصيل بسبب ذلك المرض، وتحديدًا في محافظتي الإسماعيلية والجيزة، وبالرغم من كونه مرضا متكررا يصيب محصول المانجو عادة إلا أن تلك المرة كانت بكثرة.
ووصلت الأزمة إلى مجلس النواب، حيث تقدمت بالأمس النائبة أميرة صابر، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بطلب إحاطة للمستشار حنفي جبالي، لإحالته إلى كل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير الزراعة، بخصوص انتشار "العفن الهبابي" في مزارع المانجو بالإسماعيلية.
وأشارت في طلبها إلى استمرار انتشار ظاهرة "العفن الهبابي" بمزارع الإسماعيلية، الأمر الذي ينبئ باحتمالية انخفاض الإنتاجية خلال الموسم الحالي، بسب تأثيره على الفاكهة ما يهدد رزق المزارعين.
وتبعها طلب إحاطة آخر من النائبة أمال رزق الله، عضو مجلس النواب، إذ أكدت أنه تعددت الشكاوى من قبل مزارعي المانجو من تهديد مرض "الهباب الأسود" لإنتاجيته هذا العام، لما يمثله هذا المرض من خطورة على تلك الفاكهة وتسببه في إفسادها.
وأوضحت أن محصول المانجو لاسيما بمحافظة الإسماعيلية تعدت الخسائر به الـ80% في إنتاجه، مشيرة إلى إنها ليست المرة الأولى، لأن محصول المانجو يعاني منذ نحو ثلاث سنوات من الانهيار الشديد بسبب مرض الهباب الأسود.
وأكد ذلك، صلاح حسن، أحد مزارعي المانجو في منطقة أطفيح، قائلًا: "عندنا تقريبًا مفيش محصول مانجا السنة دي، الشجر كله اتصاب فجأة بالهباب والسواد، ومفيش أي علاج له نعرفه أو طريقة لتجنبه".
وقال: "أكثر من 80% من المحصول اتدمر بسبب العفن الأسود، وقمنا بغسل المحصول أكتر من مرة لإنقاذ أي شيء ممكن منه دون فائدة، وفيه مزارعين قطعوا الشجر عشان يستفادوا من الأرض ويعوضوا الخسائر".
وأشار إلى أن معظم أشجار الفاكهة تأثرت هذا العام بسوء المناخ والأحوال الجوية، مثل الكمثرى والمشمش ولكن أكثرها تضررًا المانجا: "الخساير عندنا بقت بالملايين، ومحتاجين أي حلول عشان نعوض الخساير".
والعفن الهبابي يتكون من مجموعة من الفطريات الرمية التي تترمم على إفرازات الحشرات الثاقبات الماصة فتكون طبقة سوداء تمنع وتعوق عملية البناء الضوئي وتؤثر على الإنتاج بصورة كبيرة، وترتكز الحشرة القشرية على الوجه السفلى لأوراق الأشجار وتنتج مادة عسلية لزجة تكون بيئة حاضنة لفطريات.
ومن أسباب ذلك المرض وعوامل انتشاره عدم الاهتمام بالقص والتقليم ووجود نسبة عالية من الرطوبة والظل بالإضافة للعدوى من حقول مصابة، وارتفاع الأشجار وهو ما يتسبب فى تشابك أغصانها ومنع أشعة الشمس من الدخول لباطن الأشجار وإكمال النمو.
عبدالعظيم الباري، أحد مزارعي المانجو في قرية أبودهشان بالإسماعيلية، أوضح أن محصول المانجو هذا العام أصيب بالعفن الهبابي ولكن بصورة أكبر من كل عام: "كل سنة بيحصل كده لكن السنة دي اتقضى على أكتر من نص المحصول".
وأضاف: "لما بيجيله العفن الهبابي بيطلع إفرازات بتجلب حشرات وممكن الحشرات تاكله كله، والمبيدات مش نافعة ولا رش المياه، ومش عارفين نعمل ايه، لازم وزارة الزراعة توفر أدوية للمانجا عشان نقدر نحافظ على المحصول".
وتابع: "المانجا الزبدة هي أكثر نوع اتضرر وأصابه العفن الهبابي، رغم أنه أهم نوع والطلب عليه دايمًا من الفلاحين والمزارعين كثير، وأي تاجر بيشتري النوع ده الأول، عشان كده بنقول إن المحصول كله اتضرب".
ويؤكد عادل رجب، صاحب إحدى مزارع المانجو، أن العفن الهبابي ليس وليد ذلك العام، ولكنه متكرر كل سنة، مضيفًا: "بنحاول نحاربه بإعادة تقليم الشجر من جديد أو الرش الدائم، وإدخال الشمس إلى الجذور".
ويضيف: "مكنش فيه حلول السنة دي غير القص من عند العقدة لأن العفن الهبابي وصل إلى حد عقد الشجر، وفيه مزارعين قطعوا الشجر كله للتخلص من العفن والاستفادة من الأرض لأن الغسيل والرش بعد الانتشار ملوش فايدة".