واشنطن تؤكد اعترافها بزعيم المعارضة في فنزويلا رئيسًا للبلاد
سلطت وسائل إعلام، اليوم الثلاثاء، الضوء على دعم الرئيس الأميركي جو بايدن، لزعيم المعارضة الفنزويلية، حيث أشارت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إلى أن الولايات المتحدة الامريكية تعترف بزعيم المعارضة في فنزويلا كرئيسا للبلاد.
وفي رسالة بعثها بايدن إلى خوان جوايدو أمس الاثنين، بمناسبة العيد الوطني الفنزويلي، أكد فيها على دعم الولايات المتحدة لزعيم المعارضة الفنزويلية الذي تعترف به واشنطن رئيسًا للبلاد.
وفي رسالته التي وجهها إلى جوايدو، كتب بايدن: «نحن مصممون أكثر من أي وقت مضى على دعم النضال من أجل حرية جميع الفنزويليين عبر انتقال سلمي وديمقراطي» للسلطة في فنزويلا.
وأضاف الرئيس الأميركي مخاطباً زعيم المعارضة الفنزويلية: «تحت قيادتكم وبالتحالف مع قادة المجتمع المدني، تحافظون على هذه المثل العليا وهي الحرية والديمقراطية والسيادة».
وأرسل بايدن رسالته إلى جوايدو من خلال مكتب الشؤون الفنزويلية في كولومبيا المجاورة، بحسب ما أفاد مسؤول في هذا المكتب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأحيت فنزويلا أمس ذكرى استقلالها في 5 يوليو 1811.
وجوايدو، الرئيس السابق للجمعية الوطنية، أعلن نفسه في يناير 2019 رئيساً مؤقتاً للبلاد بعد رفض المعارضة وجزء من المجتمع الدولي الاعتراف بفوز الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي جرت في 2018 وقاطعتها المعارضة.
واعترفت بجوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا حوالي 50 دولة في مقدمها الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات اقتصادية شديدة على نظام مادورو في محاولة للإطاحة به من السلطة.
ولكن مادورو الذي يحظى في الداخل بدعم الجيش وفي الخارج بدعم روسيا والصين صمد أمام محاولة الإطاحة به في حين غرقت بلاده أكثر فأكثر في أزمة سياسية واقتصادية وإنسانية خانقة.
وفي 25 يونيو الماضي، أعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن استعدادهما لإعادة النظر بالعقوبات التي تفرضانها على نظام مادورو إذا ما أقدم الأخير على خطوات نحو إجراء «انتخابات ذات مصداقية».
ومنذ أسابيع، جرت مفاوضات بين النظام والمعارضة في فنزويلا بوساطة من المجتمع الدولي، لكن المعارضة الفنزويلية انقسمت في الآونة الأخيرة بين مؤيد للمشاركة في انتخابات المناطق المقررة في نوفمبر ومعارض لها، وهي تخوض حالياً مفاوضات داخلية للخروج بموقف موحد عن هذا الموضوع.
وكانت المعارضة قاطعت الانتخابات الرئاسية في 2018 والانتخابات التشريعية في 2020.
والجمعة، اتهم مادورو وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) والجيش الأميركي بالتخطيط لاغتياله، متسائلاً عما إذا كان بايدن قد أذن بذلك.
وقال مادورو تعليقاً على زيارات أجراها مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز وقائد القيادة الجنوبية الأميركية (ساوثكوم) الأدميرال كريغ فالر، لكولومبيا والبرازيل: «هل صادق جو بايدن على أوامر دونالد ترمب لقيادة فنزويلا إلى حرب أهلية وقتلنا؟ نعم أم لا؟ أنا أسأل». وأضاف: «ماذا فعلا؟ مصادرنا في كولومبيا تؤكد لنا أنهما أتيا لإعداد خطة تستهدفني وتستهدف قادة سياسيين وعسكريين مهمين... هل سمح الرئيس جو بايدن بالخطة الهادفة إلى اغتيالي واغتيال قادة سياسيين وعسكريين كبار في فنزويلا؟ نعم أم لا؟».
ويندد مادورو بانتظام بوجود خطط لتنفيذ انقلاب أو غزو عسكري أو اغتيال، من دون أن يقدم أي دليل على هذه الاتهامات. وينسب المسؤولية عن ذلك إلى الولايات المتحدة وحلفاء إقليميين لها لم يعترفوا بإعادة انتخابه في 2018.
وتشهد فنزويلا منذ سنوات أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية حادة، ويعاني اقتصادها من حالة ركود منذ ثماني سنوات مع ارتفاع هائل في نسبة التضخم منذ التي بلغت نحو ثلاثة آلاف في المائة في 2020.