«كان ثابتا» حكاية لقاء يوسف إدريس بـ مبارك والأسد فى مارينا
استقبل الأديب يوسف إدريس الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والرئيس الأسد في مارينا عام 1990 ودعاهم لتناول الشاي بفيلته أثناء جولة لهم هناك.
خرجت زوجة الأديب الراحل "رجاء الرفاعي"، التي كانت برفقة زوجها في المنزل في نفس اللحظة التي خرج فيها "إدريس" يفتح الباب، ليفاجأ أمامه بالرئيس مبارك والرئيس الأسد الذي كان يزور مصر وقتها.
وقالت "رجاء" إن زوجها الأديب يوسف إدريس، كان ثابتًا ولم يلجأ لتغيير ملابسه أو ارتداء حذائه، كما ظهر في الصورة، فهو يجلس حافي القدمين وبالشورت، كما صرحت لجريدة "الأهرام".
لم تكن هي السابقة الأولى في لقاء إدريس بالرئيس مبارك، فقد التقى الرئيس مبارك في البدايات الأولى لفترة حكمه للبلاد، ضمن لقاءات أجراها مع بعض المثقفين بعد أن أفرج عن عدد منهم، والذين اعتلقهم "السادات" في فترة حكمه.
وحسبما قال الروائي "ناصر عراق" في مقال له بجريدة التحرير، إن "إدريس" خرج من لقاء "مبارك" معلنًا تضامنه ووقوفه بجانبه إلى آخر لحظات عمره، لكن بعد أقل من ثلاث سنوات سخر "مبارك" من "إدريس" في خطاب له واتهمه بتلقيه أموال من الرئيس الليبي معمر القذافي لتشوية سمعة "السادات"، خاصة بعدما أصدر "إدريس" كتابه "البحث عن السادات" والذي كشف فيه عن ملابسات اتفاقية كامب ديفيد.
وحسبما ذكرت ابنة الأديب، في تصريحات صحفية، أنه في الوقت الذي كانت فيه أزمة بين مصر والعراق، وكانت هناك مقاطعة بين الدولتين، تلقى والدها دعوة من صدام حسين لتسلم جائزة من العراق، فلبى تلك الدعوة وسافر للعراق لتسلم الجائزة، فخرج مبارك في خطاب كبير ووصف فيه الأدباء والمفكرين بـ"الخونة".
وأشارت "نسمة إدريس" إلى أن والدها، صرح وقتها، بأن الجوائز الثقافية ليست لها علاقة بالمواقف السياسية.
وعن فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، قال "إدريس"، إنه من الصعب أن تمنح الجائزة لكاتبين من مصر في سنوات متقاربة، لذا "أنا حزين لفوز نجيب محفوظ بالجائزة وهو في السابعة والسبعين من عمره، فهو قطعًا كان يستحقها وهو في الخمسين من عمره، وهنا ستكون الفائدة أعم وأشمل وأجدى وأحسن، فهو لا يستطيع أن يسافر أو يستمتع بالأموال التي منحت له، فهي تتويج لكاتب متوج فعلًا".