«والده كان ينحني ليقبل يد ابنه».. كواليس معركة عائلة ناصر مع أنيس منصور
كان عمدة قرية بني مر بمحافظة أسيوط دائم السؤال على جمال عبد الناصر، ويقول لجد جمال، إنه يتنبأ له بمستقبل عظيم، فيرد الأخير قائلًا: "سوف يحكم بر مصر ياعمدة"، فيضحك العمدة: "لا تكن طماعًا سيكون عظيمًا لو حكم مديرية من الـ12 مديرية"، حسبما جاء في جريدة "مصر الفتاة" عام 1991، بعنوان "صورة إنسانية من قريب".
وحكى سلطان حسين، عم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حواره مع "مصر الفتاة" عن واقعة افتراء الكاتب الراحل أنيس منصور على الرئيس جمال عبد الناصر ووالده.
وقال حسين إن أنيس منصور في إحدى مقالاته الكثيرة التي افترى فيها على جمال عبد الناصر، قال: "إن الحاج عبد الناصر كان ينحني ليقبل يد ابنه جمال حين يسلم عليه".
وردًا على هذا الافتراء، أكد حسين: "حين أصدر قانون الإصلاح الزراعي وزع جمال عبد الناصر عقود الملكية على الفلاحين، وحاول أحد الفلاحين أن يقبل يد الزعيم الراحل التي سلمته عقد الملكية فسحب "جمال" يده بسرعة قائلا له: "ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد".
وذكر عم الزعيم الراحل موقفا آخر للرئيس عبد الناصر قائلاً: بعد أن ألقى خطابه الشهير بالأزهر صباح يوم العدوان الثلاثي، هم بالانصراف من المسجد وانحنى ليلتقط حذاءه، فوجد شخصًا يسارع ليناوله الحذاء، فما كان من "جمال" إلا أن دفع الرجل بعيدًا فوقع على الأرض، فاعتذر له على الفور، وأنكر عليه أن يناوله الحذاء.
وأكد أنه لم يحدث إطلاقًا من افترى به الكاتب أنيس منصور في مقالته عن علاقة الرئيس جمال عبد الناصر ووالده.
وتتسم طفولة الأديب أنيس منصور بعدم الاستقرار وكثرة ترحال عائلته من بلدة لأخرى، وفقًا لظروف عمل والده، مما أدى إلى تدهور صحة والدته، التي لم تتحمل كثرة السفر وأعبائه، وعانت باستمرار مع المرض، وقد حاول أن يخفف عنها كثيرًا، وأن يلازمها باستمرار، فقد كان يخشى عليها أكثر من نفسه، وتمنى أن يفيدها بحياته لو استطاع، موقف من طفولته يكشف معاناته مع والدته: أحد المعلمين طلب من التلاميذ، في إحدى حصص التربية الفنية، أن يرسم زجاجة "عطر"، وتركهم لمدة 10 دقائق من الحصة، ثم عاد يمر عليهم ليرى ماذا فعلوا، لكنه وجد الطفل أنيس لم يرسم شيئًا وقد أخذ يبكى، كأنه فقد شيئًا، فاقترب منه وسأله عن سر بكائه، فقال له: "ابكي لأنني لا أعرف شكل زجاجة "العطر"، أنا أعرف فقط شكل زجاجات العلاج والأدوية، فهي عندنا لا حصر لها، أعرف زجاجة الشراب المضاد للحساسية، والمهدئ للأعصاب، والطارد للكحة، أعرف كل ألوان العذاب أما العطر فلا علاقة لي به"، عندها تأثر معلمه وطلب منه رسم أى زجاجة حتى لو كانت زجاجة علاج.