«ليس هناك شىء اسمه عصر حميد» اعترافات الفنان حميد الشاعرى
ليس هناك شيء اسمه عصر حميد الشاعري، أنتمي لمدرسة في الأداء بدأها محمد نوح ثم محمد منير، لا تعتمد على الطرب، ولكن المؤدي فيها قد يجيد أفضل من المطرب المتمكن إذا صدق إحساسه بالأغنية، لوننا ليس موضة، إنما تجربة ورؤية، ومحاولة للتميز والاختلاف".
تحدث الفنان حميد الشاعري في حواره مع جريدة "الأسبوع" عام 1998، عن نفسه، مؤكدًا أنه ليس مطربًا، بل مؤديًا.
واعترف حميد الشاعري في حواره على أنه ينجح مع الآخرين أكثر لأنه ليس مطربًا، وإنما شكل وشخصية غنائية مختلفة، قال: "أفرح لنجاح من يعملون معي، فنحن جيل مشترك يعبر عن نفسه وعصره ومن الطبيعي أن أعطي ألحاني أحيانًا لمن سيؤديها أفضل مني".
وعن الطقوس التي يمارسها في عمله، قال "الشاعري": "لا أمارس طقوسًا معينة في عملي، أكره القيود والرسميات، أصعد إلى المسرح ببدلة التدريب- التريننج سوت- والشورت أحيانًا، لأن أغنياتي لا تناسبها البدلة والكرافتة، أحب روح الجماعة ففي عملي أجلس مع زملائي وأصدقائي في البيت، نؤلف ونلحن ونوزع بعفوية وبساطة، لا أفكر في النجاح أثناء إعداد العمل حتى لا أقيد نفسي وإحساسي ولا أكرر نفسي وأعتقد أن ذلك سبب بقائي ونجاحي".
وأشار حميد الشاعري إلى أنه قدم أصعب المقامات الشرقية كالصبا والرصد والحجاز بأسلوب جيله، رغم أنها لا تلعب إلا بالآلات الشرقية، ووضعها في الإطار العلمي، واستخدم في ألحانه أربع آلات كهربائية أدخل فيها "الربع تون" والقانون والعود والمزمار وكل الآلات الشرقية.
مرحلة الانتشار
كانت مرحلة انتشار الفنان حميد الشاعري، طويلة وصلت إلى ما يزيد علي العشر سنوات، حكى عن هذه الفترة وقال إنها كانت مقسمة، فمنذ عام 81 وحتى 1988، كانت مرحلة الانتشار التي قدم فيها ألحانًا للأصوات الجديدة مثل عمرو عبدالخالق، وعمرو دياب وحسن عبدالمجيد، حنان، ومنى عبدالغني، على حميدة، الذين بدأوا معه في ترسيخ الشكل الغنائي الجديد، وحسب له هذه الانتشار، إلى أن جاءت مرحلة الوجود بأغنياته الخاصة مثل جنة، ونوعية أغاني أخرى مثل: ميال، سلم دا السلام لله، حقق من خلالها النجاح والوجود الذي يرتضيه، بدأ مرحلة الاختيار والتأني بداية من: صبري عليك طال، ياغايب عن عيوني، ثم نور العين، وعودوني.
وقال "الشاعري" في حواره لجريدة "الأهرام العربي" 1999، إن الفنان عمرو دياب لم يمنعه من التعامل مع أحد، كما أشيع أنه يمنع من انفصلوا عنه من التعامل مع أخرين خاصة "العرب"، وإذا كان عمرو دياب منهم من التعامل مع آخرين، فلم يمنعه هو من التعامل.
لا يعترف "الشاعري" بالمسميات التي أطلقها النقاد والجمهور على موسيقاه أو الموجه التي حققها رفقة مطربي جيله، وقال: "هي كلها مسميات أطلقها الآخرون وليس أنا، سمعتها منهم كما سمعت مسمى الأغنية الشبابية والأغنية الهبابية، وما قالوه عن أن جيلنا أشهر من المخدرات، فماذا فعلنا، حتى تطلق علينا هذه الأقاويل التي تحطمنا، نحن نغني أغنيات تعبر عنا وعن حالاتنا الإنسانية".
وأكد "الشاعري"، أنه ساعد أبناء جيله وقدم تجاربهم، ثم ترك كل منهم يكمل طريقه حسب ذكائه الفني، فهناك من لم يساعدهم ذكاؤهم الفني على الاستمرار، وفضلوا أن يسلكوا طريقا آخر.
وعن الفن الشعبي، قال إنه قدم الريس متقال، وفن الربابة، وأخذه عنه العالم كله وطوروا فيه، وعندما قدم أغنياته في ألبوم شعبيات نجح بشدة وحصل من خلاله على الاسطوانة الذهبية لأعلى نسب مبيعات، ووجهت له اتهامات بأنها "صفيح".
وحكى أنه كان يأخذ مركبا في النيل مع المنتج عاطف منتصر ومعهم جهاز تسجيل أغنيات، كما أنه أحضر مجموعة من النوبة وأحضر مجموعة كورال من خمسين مطربا وأدخلهم الاستديو وطلب منهم غناء كل ما يحفظونه من تراث، وطوره بعد ذلك.