«حكم النبى محمد».. كتاب لـ تولستوي عن عظمة الرسول
"حكم النبى محمد" هو واحد من أهم كتب المفكر والفيلسوف والكاتب العظيم تولستوي، والذي كان له صدى واسعا في الشرق والغرب، وأثير حوله جدلا واسعا؛ ذلك لأن تولستوى خالف مشاهير الكتاب الغربيين مثل شكسبير الذى كان فى مسرحياته يسخر من النبى صلى الله عليه وسلم وكذلك فولتير وغيرهم.
كان تولستوي في كتابه حكم النبى محمد منصفا للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث بدأ كتابه ببعض الأحاديث النبوية التى اقتبسها من كتاب عبد الله السهرودى وهو كاتب هندي شهير، وكلها أحاديث تدعو إلى السلام المجتمعى الذى يرتقى بالبشرية جمعاء، كما اقتبس بعض الآيات القرآنية وكلها تحض على عبادة الله الواحد الأحد ونبذ الخلاف وإرساء القيم والحب والعدل.
كما ذكر تولستوي في كتابه حكم النبي محمد سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من مولده حتى وفاته مرورا بحياته قبل الدعوة وذكر محاسنه وجميل أخلاقه، ثم عرج إلى النبوة وما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم من الكفار وكيف صفح عنهم فى فتح مكة.
وحين تقرأ سيرة النبي لتولستوي تعرف مدى العمق عند هذا الكاتب الذي درس سيرة النبى بالتفصيل، كما ذكر تولستوى البيئة العربية قبل الإسلام وكيف كان العرب متخاصمون متنفارون لا يعرفون غير العنف والضغائن ويعبدون الأوثان من دون الله، وكيف أصبحوا بعد الإسلام إخوانا متحابين يعلون من قيم الحب والعدل.
كما ذكر تولستوى فى كتابه حكم النبى محمد أن ما جاء به محمد هو ما جاء به عيسى وموسى والنبيين من قبل وأن الإسلام دين محبة وسلام، وكان من الممكن أن يقول تولستوي اسم النبى محمد صلى الله عليه وسلم متجردا إلا أنه كان يقول النبى محمد، وليس هذا فحسب بل انتقد كارهى الاسلام والمسلمين، واستنكر تولستوى سوء الأخلاق وشرب الخمر والخلاعة فى بلاده بعبارات قاسية دون خوف أو خجل أو اعتبارات سياسية، لذا أرسل إليه المفكر الإسلامى محمد عبده رحمه الله رسالة يشكره لفطنته وفطرته السوية، كما رثاه أمير الشعراء أحمد شوقى بعد وفاته.
وأكد تولستوى فى كتابه حكم النبى محمد، أنه كاتب متجرد يميل إلى الحق والخير والعدل ولو كان فى ذلك ما يدفع خصومه من انتقاده والتحريض ضده وضد فكره وفلسفته وكتاباته.