رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ما بعد المسألة الأوروبية».. جديد الباحث حاتم الجوهري في معرض القاهرة للكتاب

دكتور حاتم الجوهري
دكتور حاتم الجوهري

بعد خمسة أعوام من العمل المتواصل، يَصْدر للدكتور حاتم الجوهري٬ عن دار ميتا بوك، كتابه ومشروعه الفكري الجديد بعنوان "نحو نظرية إنسانية ومعرفية وثقافية.. ما بعد المسألة الأوروبية"، حيث يشارك في جناح الدار بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

تتناول الدراسة احتمالية ظهور "نظرية إنسانية" ومعرفية وثقافية جديدة، منحتها اسم: "ما بعد المسألة الأوربية"، واستشراف ممكنات الدور الكامن للذات العربية فيها، حيث حمل غلاف الكتاب عنوانا هامشيا يقول: "الذات العربية ومفصليتها الثقافية الكامنة في القرن الواحد والعشرين". وهي "المفصلية الثقافية" التي ظهرت مع مشروع الثورات العربية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بمجموعة الأطر والاتجاهات الثقافية العامة ومؤشراتها التي ارتبطت بها بوصفها "مفصلية ثقافية" جديدة، تواكبت مع عدة ظروف مساعدة وصلت ذروتها مع: جائحة كورونا و"صفقة القرن" ومخلفاتها، وموضوع "سد النهضة" واحتمالاته وآثاره الممتدة.

والمقصود بـ"الأوروبية" في مصطلح "المسألة الأوروبية" هو النموذج الحضاري الغربي بأكمله، لكن الدراسة ستستخدم مفردة الأوروبية انطلاقا من أن الأصل في ظهور النموذج يرجع لقارة أوروبا، قبل تمددها في موجات استعمارية أسست لها دولا جديدة على رأسها أمريكا، تلك التي تُعد حاليا أبرز تمثلات النموذج الأوروبي القديم والتي تكشف عن تناقضاته الكامنة.

وتقدم الدراسة عدة فروض رئيسية لظهور هذه النظرية الإنسانية الجديدة، أبرزها أن "المفصلية الثقافية" الحالية أو مجموعة الأفكار الثقافية الرئيسية التي تسود الحياة البشرية الآن في دورتها الأوربية، تحولت إلى "مسألة"، بمعنى أنها أصبحت إشكالية تدور حول نفسها دون قدرة على الحل، في تكرارية عبثية وحلقة مفرغة تقدس أوهامها الخاصة ولا تستطيع الانعتاق منها، فيما تسميه الدراسة بـ"المسألة الأوروبية" بمتلازماتها أو عُقدها الثقافية النفسية والفكرية، التي أصبحت عاجزة عن مواكبة التطور البشري، وتجاوز لحظتها التاريخية القديمة الخاصة.

وتقوم هذه النظرية الجديدة التي تطرحها الدراسة عن "المفصلية الثقافية" العربية الكامنة، على فكرة السياقية بشكل أساسي، من خلال العلاقة بين النظري والتطبيقي والظرف أو السياق الحامل لكل منهما، فهي ليست أطروحة نظرية تكتفي بالجدل العقلي المجرد عربيا وتعاليه (مثل مدرسة "العقل المجرد وفرضياته" التي ازدهرت في المغرب العربي وبلاد الشام نهاية القرن الماضي، أو الرهانات الأيديولوجية العمياء يسارا ويمينا)، ولا تكتفي أيضا بالتماس مع ما هو شعبي وجماهيري والانتصار لحماسته (مثل الحركات الشبابية الثورية المثالية التي تم الالتفاف علي طموحها النقي في ثورات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين).

وتقدم الدراسة احتمالية ظهور "النظرية الإنسانية" الجديدة؛ معتبرة أن ما قدمته الذات العربية يمثل "ثورة قيمية"، تستعيد ما يمكن تسميته بـ"التقييم الاتفاقي العالمي" للقيم والمثل الكبرى، بعدما كانت أبرز متلازمات أو عقد "المفصلية الثقافية" السابقة مع "المسألة الأوربية" تدور حول التطرف "المادي" الشديد، سواء في شكل "المادية الواقعية" التسليعية المنفلتة التي تعرف بـ"الرأسمالية" أو الليبرالية، وكذلك "المادية المثالية" التنميطية الشمولية التي تُعرف بـ"الشيوعية" أو الماركسية، ووجود عملية "تقييم اتفاقي عالمي" للصراع، والتنافس بين الشكلين الواقعي والمثالي للمادية "الأوروبية" ذاتها. وتقدم الدراسة فرضية أساسية تكمن خلف النموذج الأوروبي/ الغربي و"مسألته" الثقافية، وهي أن العنصر الرئيسي الكامن خلف هذا النموذج الحضاري هو أثر "العنصر الجرماني" للقبائل القديمة، إذ تطرح أن الحضارة الأوروبية مرت بثلاثة موجات، الموجة اليونانية والموجة الرومانية المشهورتين، والموجة الثالثة "الموجة الجرمانية" الممتدة حتى الآن، والتي تعود لقبائل الشمال الأوروبي سكان شبه الجزيرة الاسكندنافية، والتي وصلت ذروتها إبان العصور الوسطي عندما سيطرت على الامبراطورية الرومانية الأقدم، وأسست الكيانات السياسية الجديدة في أوربا الغربية وبريطانيا، والمقصود بـ"الجرماني" هنا ليس "الألماني" نسبة إلى دولة "ألمانيا"، إنما المقصود القبائل الجرمانية المتعددة والمتنوعة نفسها. 

206819091_1811186832377332_4905305759829423606_n
206819091_1811186832377332_4905305759829423606_n