أهالي عزبتي أحمد بحيري والجندي بزفتي يستغيثون لرفع القمامة من ترعة الخضراوية

انقلب حلم أهالي عزبتي احمد بحيري التابعة لقرية دمنهور الوحش، والجندي التابعة لقرية فرسيس، بمركز زفتي، بمحافظة الغربية إلى كابوس، وأصبحوا غير قادرين علي الصبر على الكارثة الصحية والبيئية الغارقين فيها، والناتجة عن أن نهاية ترعة الخضرواية، الواقعة علي طريق زفتي - سمبو الكبري، تنتهي بالعزبتين علي ضفتي الترعة. 

و تقع العزبتان عند نهاية الترعة، وتتجمع القمامة والمخلفات الصلبة والحيوانات النافقة أما منازل الأهالي داخل الترعة، وتسببت في إصابة أعداد كبيرة من الأهالي بالعزبتين، البالغ تعدادهم ما يقرب من 10 آلاف نسمة، بالفشل الكلوي والكبدي والأمراض التنفسية، ولم يجدوا من ينقذهم.

 - أزمة صرف صحي وتلوث متعدد 

"الدستور" رصدت أزمة التلوث متعدد المصادر في العزبتين، بعدما تفاقمت أزمة الصرف الصناعي غير المباشر فيها، متسببة في غرق عدد من المناطق، مع استمرار المصانع في صرف مخلفاتها الكيماوية مباشرة ودون معالجة في مصرف الخضراوية وهو المصب للترعة التي تفصل بين العزبتين، كما أن القمامة بكافة أنواعها تتجمع في هذة المنطقة من الترعة، وتظل مستمرة ولا تتحرك ولا أحد يقوم بتنظيف الترعة، ولا يعمل علي رفع القمامة منها،  لتتحول إلى مقلب قمامة تسبب في رائحة تمأ ربوع العزبتين وخرج منها مجموعة كبيرة من الزواحف والجرذان، ولم تلق شكاوى الأهالي لدي الجهات المسؤولة أي تحرك لإنهاء الازمة التي تهدد حياة المئات من الأهالي.

- المياه والقمامة دمرت الأراضي الزراعية

وقال محمد عليوة محمد، أحد أهالي عزبة احمد بحيري التابعة لقرية دمنهور الوحش، بالمعاش، نحن غارقون في مستنقعات الصرف الصناعي المملوء بالقمامة، التي تسببت في انتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالي، مضيفًا أن أراضي العزبة كانت من أجود الأراضي في المحافظة، أما الآن فالجميع يهرب منها فالمياه والقمامة دمرت الأراضي، وكان المفترض أن يتم إنشاء محطة لمعالجة المخلفات الصناعية، ومحطة للصرف الصناعي، وهو ما لم يحدث، وأصحاب المصانع تولوا تصريف المخلفات بمعرفتهم في مصرف الخضرواية، في آبار ارتوازية على عمق 70 مترًا فقط، لتختلط المخلفات الصناعية بمياه الري في الترعة، متسببة في بوار أجود الأراضي الزراعية، وانتشار الأمراض والأوبئة في كافة مسارات الترعة والمصرف على حد سواء وما زاد الطين بلة، أن القمامة تتجمع أمام عزبتنا والعزبة المقابلة ولا تجد من ينتشلها من المياه الملوثة من الأساس.

 - الفلاحون اضطروا لري حقولهم من مياه الصرف الصحي

 فيما قال رافت حسن الشرقاوي، أحد أهالي عزبة الجندي، التابعة لقرية فرسيس، تحولت حياة الفلاحين إلى جحيم، فالأهالي هجروا أراضيهم، هربًا من التلوث ومن وانسداد الترعة بسبب القمامة، متعجبًا من ترك المحافظة ومجلس مدينة زفتي، أجود الأراضي الزراعية في المنطقة، للتبوير، مضيفًا: "شكونا كثيرًا لمديرية الزراعة، ومكتب المحافظ، دون أي استجابة من جانبهم"، مما أضطر الفلاحين على ري حقولهم من مياه الصرف الصحي والصناعي القادم من المصرف المخلوط بالقمامة، والتي تشرب منها حيواناتهم، ما تسبب في إصابة عدد كبير من سكان المنطقة بالفشل الكلوي وأمراض الكبد، إضافة إلى بوار الأرض الزراعية، وتلف المحاصيل.

 وشكى المزارعون من انخفاض ناتج الأرض الزراعية، وبوار أجزاء منها بسبب التربة الملوثة بالكيماويات، إضافة لنفوق المواشي المتضررة، وانتشار آلاف القوارض والكلاب والحيوانات الضالة التي تهاجم الأهالي، وتآكل المحاصيل، محذرين من أنه "خلال سنوات معدودة، ستتعرض عشرات الأفدنة للبوار في المنطقة المحيطة، مطالبين بسرعة التدخل قبل فوات الآوان. -

- رئيس مركز زفتي: تواصلت مع مسؤولي الري لتطهير الترعة

ومن جانبه، أكد رئيس مجلس مركز ومدينة زفتي، المهندس محمد سراج، إن إلقاء القمامة داخل مجرى النيل يعبر عن سلوك المواطن، موضحًا أنه تواصل مع مسؤولي الري لتطهير الترعة، وحل مشكلة انخفاض منسوب المياه بها، مؤكدًا أن أزمة ترعة الخضرواية في طريقها للحل، كما يتم بالتوازي إنشاء شبكات الصرف الصحي للأهالي، وسنطلب دعمًا لها، لإنهاء النسبة المتبقية بشكل عاجل، ومن الممكن إدارجها ضمن المبادرات الرئاسية الحالية.

 وأضاف أن هناك ربط وتعاون مع رئاسة مركز ومدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، لإدارة المصرف الصناعي ومنع ارتداد مياه لمياه الترعة، وجار متابعة الأمر من خلال اتصالات متعددة ستتم خلال الأيام القادمة.

ترعة الخضراوية بزفتي